الجمعة، 26 أكتوبر 2012

لا للعسكر ولا لشوائبهم



تنويه :هذه التدوينة هي مساهمتي في حملة "مدونون ضد حكم العسكر "
بعد أن أطلق ذالك المجهول رصاصته الغامضة  وولجت جوف الجنرال محمد ولد عبد العزيز واتخذت لها مكانا مهما في المشهد السياسي الموريتاني بدأ الحديث عن مستقبل موريتانيا ومن يحكمها الاَن ؟ ... أخذت الألسن تعلك كل السيناريوهات الممكنة . فهناك من انتشى وبدأ يفكر في ما بعد الجنرال وأي صفقة ستكون مربحة له ولكتلته ...ومن بدأ التفكير كيف سيخلفه...وإزدادت حالة الترقب والحذر مع مرور الوقت وتقادم تاريخ إطلاق الرصاصة ورسوخ قدمها في المشهد السياسي ...فتأثيرها إلى الاَن لم يعلن عنه بشكل واضح ومازال صوت الشائعات هو الأعلى والأكثر صداٌ ...فمحيط الجنرال  يقول أن الأمر بسيط جداً والمعارضة تقول أن الحالة خطيرة  والشعب بات يقول أنه  مقلق ... والوقائع أيضا تؤكد أن تأثير الرصاصة منع الجنرال من الظهور في خطاب " متلفز "قيل أنه سيلقيه بمناسبة العيد من باريس ومن عودة روج حواريوه أنها قريبة وحضروا أنفسهم لها  . الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الحناجر المتسائلة عن الزمن الذي  يمكننا المكوث بدون رئيس وأصبح الحديث عن  شغور المنصب الأعلى في الدولة هو المسيطر على الأذهان .
أيضا بدأ الحديث عن تحركات وطبخات سرية   تعد الآن خلف الكواليس لإدارة مرحلة ما بعد" الجنرال "عزيز" أطرافها المعارضة والجيش و المستعمر السابق " فرنسا" والشعب فيها مجرد مجموعة من الخرفان لا أهمية لهم  . كذالك هناك حالة من الترويج لبعض قيادات عصابة العسكر  من قبل بعض  النشطاء السياسيين المعارضين  وتقديمهم على أنهم هم الملاك المخلص والحضن الدافئ لتطلعات الشعب المحروم  أيضا نشر الخطاب القائل أنه من الواقعية قبول الحلول التي سيقترح العسكر.ذالك الفعل الفاضح الذي يتطلب منا نحن معشر الموريتانيين الطامحين إلى مستقبل أفضل وقفة وصرخة مدوية ضد أي تجميل للعسكر وحكمهم شديد الشحوب .
فلو صدقت التوقعات والتكهنات  وخرج علينا " العسكر "وبعض الشوائب المنتنة التي تعلق في أحذيتهم من المدنيين  بقرار يفيد بتأسيس مجلس عسكري أو مجلس هجين بين المدنيين والعسكريين بقيادة عسكرية...علينا أن نخرج ونعلنها لهم ونقول لا لحكمكم  لا لبطشكم ومسرحياتكم ونتلو على مسامعهم   تعويذة الحرية  التي دأبنا عليها "يسقط يسقط حكم العسكر" ... فالنزول إلى الشارع هو خلاصنا ورفضنا لمسرحيات العسكر هو سبيل إنقاذ بلدنا من براثين التخلف الذي تسببوا فيه عبر سنين عجاف من حكمهم التعيس ...علينا محاربة أي صفقات قد تعقدها النخبة السياسية مع العسكر وأن نكون سداً منيعا ضد تكرار تجاربنا السابقة معهم والتي دأبوا فيها على العودة من النافذة بعد أن تشرع لهم المعارضة حكمهم وتجمل انقلاباتهم وتروج لها ...فعزيز الذي قد تكون تلك الرصاصة المجهولة قد أنهت حكمه ما هو إلا مرحلة بسيطة في صراعنا مع العسكر والإطاحة به لا تعني سوى الدخول في المرحلة الثانية من حربنا من أجل مدنية الدولة .
كذالك على المعارضة أن تعي أن الوضع  قد تغير فهذا زمن ربيع الشعوب وخريف الحكام فالفرصة أمامها لتكفر عن بعض أخطاء الماضي القريب فمسرحية دكار مازلت تفاصيلها تقلق منامنا...عليها أن تلتحم بالشعب وتواصل الضغط والنضال حتى ننال إستقلالنا الثاني  و نتخلص  من طاعون الحكم العسكري .
أحمد ولد جدو 

الاثنين، 22 أكتوبر 2012

السينما حلم موريتاني أيضا

أحمد ولد جدو 
منذ صغري وأنا أحلم أن أقطع تذكرة لفلم موريتاني في دار عرض موريتانية وأشاهد جملا سينمائية تعبر عن واقعنا المؤلم وتخرج للعالم جمال طبيعتنا العذري ...جملاً  تجابه تقاليدنا البالية وتفضح ممارستنا المشينة ...جملاً تصدمنا من أجل علاجنا من أمراضنا المجتمعية  ...أحلم بأن أرى سينما تحمل فكرا تغيريا ينير للمواطن البسيط طريقه وتبعث فيه روح التوق إلى الإنعتاق وأخذ الحق مثل ماحدث في مصر مثلا...وأكثر ما يحز في نفسي هو إضطرار كل من يحلم بان يقدم تجربة سينمائية محترمة إلى الهروب إلى أحد المنافي الاختيارية .كذلك غياب  دور السينما فاَخر تلك الدور التي كانت موجودة  تحولت إلى عمارة لم يكتمل بنيانها إلى الآن ...تلك الدار التي زرتها اَخر مرة وخرجت مصابا بالزكام والغثيان وذلك لنتانة رائحة  الممر المؤدي إلى قاعة السينما ورداءة الفيلم الهندي المعروض فيها وسفالة الجمهور الملتصق بكراسيها...أشعر بالغيرة من الأجيال التي سبقتنا -خاصة قبل أن يحكم العسكر بلادنا المسحورة- حين كانوا يذهبون لقاعات السينما كعائلات وأصدقاء يشاهدون أفلاماً محترمة - بعضها موريتاني -في قاعات سينمائية موريتانية محترمة حيث بلغ عدد دور السينما في موريتانيا  في تلك الفترة 14...وأتحسردائما على ذلك الزمن الذي كان فيه  الرئيس أحد رواد دور السينما حيث كان هناك مقاعد مخصصة في سينما المنى للرئيس الراحل المختار ولد داداه وزوجته مريم داداه.
وهذه بعض أسماء تلك الدور التي كانت مصدر إشعاع حضاري واندثرت في زمن الرداءة (كوميز) بتيارت (لجواد) لكصر (تيارت) تيارت (السلام) الميناء (ميناء الفن) الميناء (السعادة) السبخة (الأنصار (تفرغ زينه) (المنى) تفرغ زينه (الوازيز) تفرغ زينه (توجنين) توجنين (بوحديده) بوحديده." تلك الدور التي أظن أن الكثير من الموريتانيين يشعرون نحوها بنوع من النوستالجيا .
وهنا سأحاول  التفاعل مع تجربة موريتانيا السينمائية وذلك بمناسبة مهرجان نواكشوط للفيلم القصيروالذي ستبدأ فعاليته مساء اليوم الثلاثاء 23-10-2012.
المهرجان الذي رغم بدائية الأفلام التي قدمت فيه في السنوات الماضية إلا أنه جعلني أشعر أنه بإمكاني أن أشاهد أفلاما  موريتانية مكتملة العناصر في دور سينما موريتانية ذالك يوم .
خلفية عن سينما موريتانيا ونقاطها المضيئة  :
في البداية لا يمكننا القول أنه هناك سينما موريتانية بل هناك تجارب سينمائية موريتانية تتفاوت من حيث الجودة ولكن يمكن التأكيد أنه هناك عشاق لهذا الفن الاَسر للألباب.وقد بدأت علاقة الإنسان الموريتاني مع الصورة في بداية الخمسينات وذلك من خلال بعثات رحالة  قامت بها فرق فرنسية تحمل شاشات سينمائية جابت العديد من البوادي الموريتانية من أجل  إشراك هذا المجتمع البدوي في سحر الصورة الأخاذ وقد أطلق الإنسان الموريتاني على الشاحنات التي كانت تأتيهم بشاشات السينما"سيارة العفاريت".
وكان أول ظهور لدور السينما في موريتانيا على يد رجل فرنسي يدعى "غوميز" في نهاية حقبة الخمسينات .

صورة لأب السينما الموريتانية "همام فال"
وفي عام 1960 ظهر "همام " ذلك الرجل الذي سحرته السينما وحاول بدوره أن يساهم في إشاعة هذا الفن في موريتانيا حيث قام بتأسيس بعض دور السينما في نواكشوط فبدأ بشراء سينما "غوميز". قام  أيضا بالمبادرة بإنتاج أعمال سينمائية قد لا ترتقى لتكون أعمالا احترافية إلا أنها استطاعت أن تقدم لمحة عن موريتانيا في تلك الفترة وأن تروج لثقافة الصورة وهذه الأفلام هي "ميمونة" و"بدوي في الحضر  و"ترجيت".
وبعد مرحلة التأسيس ظهر جيل درس في الشمال فنون السينما لكن عدم وجود جو ملائم لصنع سينما موريتانية في أرض الوطن قرر الاستقرار في المهجر سأسرد قصص بعضهم :
محمد هندو:
المخرج الموريتاني محمد هندو


محمد هندو ذلك الشاب الأسمر الذي غادر موريتانيا إلى فرنسا بطريقة غير شرعية وتقاذفته الأقدار حيث عمل طباخا وحمالا إلى أن وجد فرصة ألحقته بخشبة المسرح الفرنسي كذلك قام بدراسة السينما على نفقته الخاصة ...وقدم تجارب سينمائية رصدت معانات المهاجرين الأفارقة في فرنسا و تركت أفلامه بصمة في السينما العالمية حيث أحدثت ضجة واسعة ليس على المستوى العربي والأفريقي و حسب ، وإنما على مستوى السينما العالمية حيث نال الكثير من الجوائز في المهرجانات العالمية وهذه أشهر أفلامه:

-جولة في المنابع، 1967" -"أيتها الشمس، 1969" . "كل مكان ولا مكان، 1969" "جيراني، 1973"؛
""العرب والزنوج أو جيرانكم، 1973"البوليساريو.. شعب مسلح، 1978"؛
"ساراوينا، 1986"؛ "ضوء أسود، 1994"؛ "وطني، 1998"؛ "فاطمه، 2004"
،
ويعيش "محمد هندو" الاَن في فرنسا  ويعملمدبلجا لصوت الكوميدي الأمريكي "أدي ميرفي"..

المخرج الموريتاني  العالمي عبد الرحمن سيساكو
أثناء زيارة لي لكينيا كنت أعاني  حين أقول أنني موريتانيا فالكل يبدوعلى وجهه التعجب من هذا الاسم ويقول أين هي موريتانيا ؟.لكن هناك مفاتيح فتحت لي باب التعريف ببلدي وهي أن أقول أن فلان من موريتانيا وهو مافعلته مع إحدى البريطانيات التي سألت أين هي موريتانيا ؟فقلت لها هل تعرفين عبد الرحمن سيساكو ؟ فقالت: نعم ...فرددت أنا :"هو من بلدي ".
هذه مجرد مقدمة لأقول أن هناك شخصيات تكون مشهورة أكثر من بلدانها وتجد التقديرفي أصقاع الأرض لإبداعها ومن بين تلك الشخصيات عبد الرحمن سيساكو.الفتى الموريتاني الذي ولد في مدينة كيفه الموريتانية، وتربى في العاصمة المالية  باماكو وحملته الصدفة لدراسة السينما في الإتحاد السوفيتي -روسيا حاليا -  حيث رجع إلى وطنه موريتانيا عام 1980وكان كثير التردد على المركز الثقافي الروسي إلى أن عرض عليه مدير المركز  منحة للدراسة في روسيا  وصادفة أن تكون المنحة لدراسة السينما   .
الفتى الذي استطاع أن يدخل بفلم تخرجه إلى مهرجان كان السينمائي وهو الإنجاز الذي حقق أكثر من مرة حتى أنه  أختير كعضو لجنة تحيكم للمهرجان  في دورة 2007...وفاز كذلك سنة 2005 بالجائزة الأولى في مهرجان فيسباكو السينمائي، الذي يقام في العاصمة البوركنابية وغادوغو، والذي يعتبر أهم  مهرجان سينمائي في إفريقيا، عن فلمه "في انتظار السعادة"، الفيلم نفسه الذي فازبجائزة الجمهور في مهرجان "كان" العريق ، كذلك استطاع سيساكو من خلال تجربته السينمائية حصد عديد  الجوائز والتكريمات في الكثير من المهرجانات المهمة،كمهرجان برلين السينمائي، ومهرجان القاهرة، ودبي، وقرطاج .
وقدم سيساقو عديد التجارب السينمائية المتميزة أذكر منها :


"اللعبة، 1989""أكتوبر، 1993" "الجمل والعصا المترنحة، 1996""صبرية، 1997""روستوف – لوندا، 1997""الحياة على الأرض، 2000"  "في انتظار السعادة، 2002"
واَخر أفلامه هو " باماكو" المثير للجدل والذي يقدم فيه محاكمة صورية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي باستغلالهما الفظيع لاحتياج الدول الإفريقية إلى القروض.
كذلك قام سيساكو بتأسيس شركة  للإنتاج في باريس تحمل اسم (شنقيط فيلم)،وقام من خلالها بإنتاج  أعمال لمخرجين أفارقة من السنغال وتشاد والبنين ولآخرين من أرمينيا وإيران أيضا عرف بمساعدته للطامحين لولوج عالم الفن السابع من الموريتانيين وذلك من خلال علاقاته الواسعة.
صورة جمعتني بالمخرج الموريتاني عبد الرحمن ولد محمد سالم
رغم أن موريتانيا تمتلك مخرجين صنعوا تجارب سينمائية مميزة إلا أن أفلامهم لم تعرض إلى الاَن في دور عرض موريتانية وذلك لاندثار هذه الدور كما أشرت سابقا ،ذلك الاندثار الذي قال لي المخرج الموريتاني عبد الرحمن أحمد سالم العاشق للسينما في لقاء سابق جمعني معه أن سببه هو أنه في فترة الثمانينات بدأ ملاك تلك الدور برشوة  المشرفين على الوكالة الموريتانية للسينما من أجل السماح لهم بجلب أفلام رخصية "إباحية" وعرضها وهو ماسبب عزوف المواطنين عنها خاصة أنه في تلك الفترة انتشرت محلات الفيديو التي تعرض تلك الأفلام بأسعار أرخص...كذلك تم إنشاء التلفزيون الموريتاني الذي شد إنتباه جمهور الصالات السينمائية.
لكن المخرج عبد الرحمن ولد أحمد سالم قال لي في نفس اللقاء أنهم يسعون في دار السينمائيين إلى خلق مجموعة من دور العرض الصغيرة في موريتانيا من أجل إشاعة ثقافة الفرجة السينمائية.
ويجب التنويه بالدور الذي تلعبه هذه الدار منذ سنوات في تكوين العديد من السينمائيين الموريتانيين بتنظيم ورش ودورات في شتى مجالات العمل السينمائي.كذلك أنتجت العديد من الأشرطة السينمائية للهواة والمحترفين شارك بعضها في مهرجانات دولية.نقوم الدار أيضابتنظبم  قافلة سينمائية تسميها"الشاشة الرحالة"تجوب بها  طول موريتانيا  وعرضها لعرض أفلام للبدو الرحل وقاطني الأرياف والمناطق النائية المحرومين من الصورة من أجل إشاعة هذا الفن والتعريف به.
أطلقت كذلك  منذ سنوات أسبوع الفيلم الموريتاني والذي ساهم نوعا ما في نشر الفرجة السينمائية والتعريف بإنتاج الهواة من عشاق السينما وقدم أفلام أجنية وعربية وأستضاف عديد الشخصيات المهمة في عالم الفن السابع.
هو حكاية سينمائية موريتانية دخلت عامها السابع و يعد خطوة جديدة ومهمة في مسار السينما الموريتانية.
حيث يسعى منظموه أن تكون هذه النسخة نقلة نوعية في تاريخ السينما الموريتانية ..وحسب مديره المخرج والشاعر الموريتاني الموريتاني" محمد ولد إدومو" الذي إلتقيت به الليلة  قبل إنطلاق المهرجان وأثناء وضع اللمسات الأخيرة على حفل إفتتاحه وتحدثت معه حول الجديد الذي سيقدمونه هذا العام.
حيث حدثني عن سبب تغيير إسم المهرجان من" أسبوع الفيلم الموريتاني "إلى " مهرجان نواكشوط للفيلم القصير" والذي قال أنه جاء لأن المهرجان لم يعد مجرد أسبوع للفيلم الموريتاني فهو أصبح يحمل الطابع الدولي وذلك لتعدد الدول المشاركة فيه.حيث تشارك فيه هذه السنة ثمان دول إلى جانب موريتانيا وهي دول المغرب العربي وبوركينا فاسو ومصر وفرنسا.. قررواأيضا أن يكون مختصا في الأفلام القصيرة لأن هذا زمن المهرجانات المختصة و لأن موريتانيا لاتوجد فيها صناعة للأفلام الروائية الطويلة.

أيضا قال أنه ستمثل موريتانيا في المسابقة الدولية للمهرجان بفلم من إنتاج مشترك بينها وتونس والسعودية وهو فيلم "أزهارالتيويليت "تلك المسابقة التي يشارك فيها ثمانية أفلام .

وأكد لي زيادة كم الأفلام الموريتانية المشاركة في المهرجان أيضا تطور مستواها عن الدورات السابقة أيضا سيكون من بين مسابقات المهرجان واحدة خاصة بالهواة الموريتانيين .

كذلك وكتكريم من المهرجان لدور المرأة في صناعة السينما الموريتانية سيعطى المهرجان فرصة للسينمائيات الموريتانيات من أجل إظهار إبداعاتهم على هامش المهرجان وعقد ندوات حول تجاربهم السينمائية  .

سيقدم المهرجان أيضا ثلاث ورش في الإخراج والكاميرا وكتابة السيناريو بالعربية والفرنسية و ستضم فعالياته نشاطا إسمه البطاقة البيضاء ستقدم خلاله أفلام روائية طويلة .

ويستضيف المهرجان كوكبة من صناع السينما والأفلام الوثائقية والمختصين في عالم الإعلام أذكر منهم:

 د.محمد سعيد محفوظ من مصر

وسيم القربي مخرج من تونس

فليب أنجلو مخرج فرنسي

فليب أتيان  مخرج فرنسي.

وتجدر الإشارة إلى أن المهرجان إنطلق بمجهودات شخصية وغياب تام لدعم الدولة منذ سنين  ككل الفعاليات السينمائية في موريتانيا...باختصار حكاية السينما  في موريتانيا  هي مجهود شخصي يقوم به عشاق هذا الفن ويتوقف برحيلهم أو عجزهم عن المواصلة ...الأمر الذي أدى إلى عدم وجود صناعة حقيقية لها واختصارها على الانجازات الفردية.

الأحد، 14 أكتوبر 2012

هذا ماشاهدته ليلة النيران الصديقة

صورة من  أمام المستشفى العسكري من تصوير صديقي @ahmedbah
     
عند تمام الساعة الثامنة من مساء يوم أمس "السبت 13-10-2012 " إتصلت بصديقي عبد الفتاح ولد حبيب ففاجأني وقال لي  هل سمعت أن الجنرال محمد ولد عبد العزيز اطلق عليه الرصاص؟.. أنهيت المكالمة وغيرت وجهتي من وسط العاصمة إلى المستشفى العسكري في مقاطعة" لكصر" حيث يرقد الجنرال .
وعند وصولي لاحظت تجمهرا قليلا في محيط المستشفى ووجود ضعيف للأمن تمثل أساسا في فرق من مراقبة المرور وبعض العساكر مع مدرعاتهم ...وعند تغلغلي في المتواجدين لاحظت أنهم مكونين من أقارب الرئيس وقليل من مجموعتة القبلية والصحفيون وأعوان الأمن  وبعض سكان الحارة التي فيها المستشفى .
كان الجو عاديا البعض يضحك بقهقهة والبعض عليه بعض الأسى لكن الكل يطرح السؤال التالي مالذي حدث ؟
وبعد ساعة جاء رد وزير الاعلام الذي قال أن الجنرال أصيب بنيران صديقة ذالك التصريح  الذي تلقاه المحتشدون قرب المستشفى العسكري بالامتعاض والتنكيت...ومع مرور الوقت بدأت الأمور تتغير فالكل طرح سيناريوهه  الذي يعجبه الى أن وصلوا إلى ان الأمر مجرد محاولة لإزاحة الجنرال عن الحكم لكن بطريقة جديدة على موريتانيا وهي "الاغتيالات"...وتحدث اَخرون أن الأمر مجرد إنتقام إلاهي من الجنرال لكونه لم يعاقب إبنه "بدر"على إطلاق الرصاص على المواطنة الموريتانية "رجاء"
فقال بعضهم ان الجنرال لوكان فيه رمق لخرج وقام بمسرحية "قذافية" وخطب في الناس وتوعد من أصابوه وحاول استدرار عطف الشعب ... فقطعا الجنرال مصاب إصابة خطيرة تجعله خائر القوى ...
و قال اَخرون أن الجنرال ينزف وأنه بانتظار أن يوقف عنه النزيف حتى ينقل إلى فرنسا وهو الأمر الذي حدث لاحقا.
أيضا أثناء تواجدي أمام المستشفى لاحظت خروج ودخول العديد من الجنرالات بعضهم في زي مدني " الدراعة " وبعضهم في زيه العسكري أيضا لاحظت تواجد مدير الأمن السابق ولد الهادي الذي عزله الجنرال من منصبه .
 جاء أيضا العديد من المسؤولين من وزراء ومستشارين ولكنهم حسب مصادر من داخل المستشفى لم يستطيعوا الدخول إلى الجنرال فقط اكتفوا بالدخول إلى الساحة العامة له .
و قال لي أحد عناصر الحرس الرئاسي وجدته خارجاً أنه شاهد الجنرال مضرجا بالدماء وأن الإصابة في منطقة البطن .
 تجولت كذلك في نواكشوط وخاصة منطقة المستشفى العسكري وتفاجأت أنه لاوجود لمظاهر الأمن وهنا يجب التنويه أنه في الايام الماضية كان نواكشوط  عبارة عن ثكنة أمنية ...فالكلاب البوليسية تنتشر في الليل كذالك عناصر الأمن وقوات مكافحة الشغب والمواطنون كانوا يفتشون باستمرار وهذا كله إختفى ليلة إطلاق النار على الجنرال ...وهو ما علق عليه احد الحاضرين أمام المستشفى قائلاً:
 كأن من يرقد هنا ومن أصيب اليوم هو طفل مصاب بالحمى وليس رئيس دولة فالشعب لم يحضر ليعرف ماذا حدث... الأمن غائب كأن شيء لم يحدث أم أن من يحكمون فرحون بالحادثة .
وفي صباح يوم الأحد قدم بعض مرضى الكلى من أجل التصفية إلا أنه تم منعهم من دخول المستشفى من   طرف عناصر الأمن .
وعند تمام الساعة الثامنة  صباح يوم الأحد غادرت المستشفى لأسمع بعد ساعة  أن الجنرال غادر إلى باريس لإستكمال علاجه  .

الجمعة، 12 أكتوبر 2012

اَلان غريش في القهوة التونسية بنواكشوط


أنا مع اَلان غريش من تصوير صديقي @bHourma 

اَلان غريش في القهوة التونسية بنواكشوط

كان جو القهوة التونسية في نواكشوط "قهوة رؤوف"مختلفا واستثنائيا، حيث خفت صوت لاعبي الورق وأخذت "الشيشة " مكانا قصيا في القهوة استحياء وترحيباً بضيف شباب القهوة متعدد الثقافات ومتنوع المشارب الصحفي الفرنسي المعروف " اَلان جريش"، الذي حضر الى القهوة تلبية لدعوة من ملتقى 21 أغسطس، وجاء ضيف القهوة بزي بسيط ووجه بشوش جاهز لحوار الشباب الموريتاني حول قضية "الاسلام والغرب بعد الربيع العربي".

 بدأ كلامه بالتأكيد على ضرورة الفصل بين الشعوب والحكام في العالمين الغربي والعربي وكذلك بعدم أخذ الشعوب الغربية على أنها تشكيل واحد ونفس الشيء ينطبق على المسلمين لتنوعهم، فمثلا هناك السنة والشيعة وعدة طوائف أخرى.. فيهم المتطرف والمتسامح، فالاندنوسي يختلف عن المصري والسنغالي يختلف عن المغربي، والأمر ينطبق كذلك على الغربيين، فيوجد العنصري والمتعصب والمحب للاَخر، فهناك منظمات غربية دعمت شعبا مثل الشعب الفلسطينى أكثر من دعم الحكام العرب له.

وقال أيضا: " لا يمكن فهم العالم على أنه اختلاف ديني، فالمسيحية مثلا في فرنسا لم تعد لها تأثير كبير، وفي سياق متصل قال" جريش "هناك قعلا فوبيا من الإسلام في الدول الغربية، والمستغرب أن الكثير من اليساريين هم في طليعة المروجين لها، فمثلا تخندقوا ضدي مع اليمينيين حين أدليت بآراء منصفة للمسلمين"، قال كذلك أنه لاحظ أن مروجي هذه الفوبيا يخافون كل الخوف من نموذج المسلم الذي يقدمه "طارق رمضان"، كونه يقدم إنسانا مندمجا في المجتمع يتحدث بلغة الغرب.

قال كذلك أنه ضد الرسوم المسيئة لكن لا يشجع الركون إلى قوانين تقوض حرية التعبير فمثلا هو يصدق "الهلوكوست" لكنه ضد أن يجرم من يكذبها.

وأكد  "اَلان جريش" أن العالم العربي تغير تغيرا جذريا بعد الربيع العربي، فالمواطن قرر أن يثور لكرامته وأن يأخذ حقه ولن يعود إلى الوراء، فالربيع العربي كان بحثا عن الكرامة و "البوعزيزي "يمثل هذا الربيع، فلم يكن سياسيا أيضا يمكن القول أن الربيع العربي أدخل العرب المنظومة العالمية بعد أن كانوا خارجها لفترة من الزمن، فتأثيرات الربيع العربي وصلت كل الأقطار في العالم من أمريكا إلى أوربا، مضيفا أنه متفائل جدا لمستقبل العالم العربي وذلك لتفاؤله بهذا الجيل الذي قاد ربيعه ...أيضا الربيع العربي جدد الثقة في ما يعرف بالوطن العربي فأثبت أن ما يحدث في تونس يؤثر في مصر وما يحدث في مصر يمس لييبا فالعالم العربي وحدة مترابطة ...

وتطرق جريش لنتائج الربيع العربي وخاصة وصول الإسلاميين متمثلين في" الإخوان المسلمين " إلى الحكم، حيث قال:"من الجيد وصول الإخوان الى الحكم في تونس ومصر حتى يوضعوا على المحك وينتقلوا من المعارضة إلى ممارسة المهام والحكم فهم في زمن معارضتهم كانوا يحملون شعارات سهلة تهيج عواطف الناس مثل " الاسلام هو الحل" لكن هذه الشعار رغم أنه يهيج عواطف الناس إلا أنه لايمكن أن تخلق به نهضة ،فالإخوان لا يمتلكون مشروعا للحكم ولا يملكون جوابا للكثير من الأسئلة والقضايا الاقتصادية والاجتماعية المطروحة في العالم العربي اليوم".

 

وقال:" الإخوان مثلا في الانتخابات التشريعية حصلوا على 11 مليون صوت من المصريين أما مرشحهم مرسي فلم يحصل إلا على 5 ملايين صوت في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، وهذا دليل على تراجع شعبيتهم بعد وصولهم للحكم".

 

و أكد أنه لا يخاف من أخونة الدولة المصرية ففي دولة القانون والمؤسسات وفي ظل الديمقراطية والشعب الثائر لا يمكن للإخوان أن يقوموا بما يحلوا لهم من دون إرادة الشعب، وحتى ولو كان شفيق نجح ما كان بإمكانه أن يرجع النظام القديم فالشعب تغير وعناصر المعادلة تبدلت فالشعب هو سيد الموقف الاَن.

وتحدث "غريش "عن معضلة القوميين واليساريين وعدم استطاعتهم إقناع الشارع ، حيث قال: "مشكلة اليساريين والقوميين أنهم لا يمتلكون رؤية واقعية للوضع القائم في بلدانهم، ويختصرون القضية في الصراع مع الإخوان". وأضاف:" رغم إعجابي بجمال عبد الناصر وتجربته إلا أنها فشلت في النهاية والتاريخ لا يعود إلى الوراء، فمثلا كان باستطاعة عبد الناصر أن يأمم قناة السويس ويفعل الكثير، لكن في ظروفنا اليوم لا يمكن أن يعمل النظام خارج المنظومة الدولية ويعيد ما فعله عبد الناصر"، وقال أيضا أن العرب سيصنعون تجربتهم الديمقراطية الخاصة التي تليق بهم وبنضالهم ..

وأبدى غريش تأسفا على الوضع في سوريا وقال أنه لا يجد جوابا لسؤال مالحل في سوريا؟ .إلا أنه يؤكد على أن التدخل العسكري الغربي لن يكون إلا ضاراً بسوريا وشعبها.

وأكد غريش على أنه على الحركات التغييرية في العالم من كل أقطاره محاولة التلاقي وخلق حوار بين الشعوب التواقة للحرية والكرامة .

طالب كذلك" غريش " الحركات الشعبية في الغرب مواصلة دعم الحراك الديمقراطي في الوطن العربي.

وبعد حوار شيق غادرنا" ألان غريش "، حوار مع شخص يتضح فيه وسع الباع والثافة وتنوع المشارب... شخص تتصارع في تكوينه منذ الطفولة مجموعة من التقاليد والأعراق والأديان المختلفة، فهو ابن لرجل قبطي وأم يهودية وعاش حياته في أحضان بلد الأنوار فرنسا، وعرف بمعاداته للعولمة ومناصرته للقضايا العادلة وخاصة للقضية الفلسطينية.

وبعد مغادرته لنا، تذكرت صديق لي قام يصرخ ذالك يوم في القهوة بعد أن أزعجه أحد زبنائها وقال للأسف كان رواد المقاهي في فرنسا فلان وفلا ن وفي موريتانيا هكذا أوباش هم روادها .. وأردت أن أخبره الاَن أن "اَلان غريش" زار قهوة "رؤوف".


القهوة التونسية بنواكشوط مساء يوم الجمعة  12-10-2012 

الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

القافلة تسير والجنرال يكذب

صورة جمعتني بالمشاركين في قافلة الامل عن مدخل نواكشوط 

أحمد ولد جدو
في الفاتح من مارس  2012 انطلقت مجموعة من نشطاء مدينة "نواذيبو "نحو العاصمة الموريتانية نواكشوط  في قافلة حج احتجاجية ...ساروا على الأقدام لأكثر من 470 كلم في جو متقلب كحال الدنيا ساعة يكون شتاء وأخرى صيفاً في أرض قاحلة شاحبة موحشة ...لا ظل يحميهم من أشعة الشمس الحارقة نهارا  ولا البرد القارس ليلا ... ساروا وهم يحملون على أكتافهم مطالب سكان مدينة "نواذيبو" الجميلة ...وكنت أنا أراقب عن كثب ...
 أتأمل تلك القصة الخرافية والرحلة الأسطورية...كنت أكذب نفسي كل حين وأصدقها كلما قطعوا عددا من الكيلمترات ...إلى أن اتضح لي أنهم صادقون وقادمون إلينا كالفاتحين ...حينها بدأت أفكر  كيف يمكنني أن أخدمهم ووصلت إلى أنني يمكنني أن أحاول إيصال صوتهم وأحكي قصتهم المجنونة وحجهم  الصادق...فبدأت أزورهم  في أماكن توقفهم كلما اقتربوا من نواكشوط أكثر فأكثر وأسمع منهم وأنقل عنهم حتى شعرت أنني واحد منهم .
أصبحت أجد المتعة في الكتابة والتغريد عن عملهم الجبار إلى أن وصلوا وأكملوا مشوارهم وحققوا هدفهم وهو الوصول الى القصر الرئاسي في العاصمة الموريتانية نواكشوط وإيصال مطالبهم يدا بيد إلى الجنرال محمد ولد عبد العزيز .
وحين حدث ذالك اعتبرت أن نهاية رحلتهم المجنونة كانت مأساوية  ...فهم ذهبوا في رحلة شتاء وصيف و ذاقوا الأمرين ليصلوا ويقابلوا جنرالا انقلابيا  لا يهمه  سوى أن  ينهب ويسرق  ما استطاع من ثروة البلاد ولن يستمع حتى لقصتهم...وقلت حينها لأحدهم للأسف قطعتم كل هذا الطريق وأنهيتم عملكم الجبار بلقاء  جنرال فاسد لا يهمه سوى التقاط صورة معكم ليجمل لها صورته القبيحة ... فأنتم وللأسف لا تعرفون قدركم ولا مدى تضحيتكم وتميز فعلكم ...وقلت في نفسي سيغازلهم كما يفعل الذئب البشري الذي وجد فريسة يظل  يغزلها حتى يقضي  وطره منها ويرميها في أقذر الشوارع .
حزني على نهاية رحلتهم كان في محله فاليوم وبعد ما يزيد على سبعة أشهر من لقائهم للجنرال محمد ولد عبد العزيز في القصر الرئاسي لم يحقق أي شيء من مطالبهم ..وذالك بحسب شهادة قالها لي  صديقي "أحمد سالم ولد أسويد أحمد " الذي شارك في تلك الرحلة و قابل الجنرال والتي سأترككم معها الاَن :
كانت قافلة الامل  بالنسبة لنا آخر صرخة في وجه من ظلمونا وعاثوا فسادا في مدينة "نواذيبو"ونهبوا ثروات الوطن , وبما ان الرئيس يحمل شعار رئيس الفقراء وكذلك محاربة الفساد فقد ارتأينا نحن ومجموعة من النشطاء تكوين تجمع نشطاء "نواذيبو" لنصرة المظالم وجمعنا كافة المظالم في المدينة وطبعا مظالمنا الشخصية. وفكرنا في الطريقة الامثل لإيصال تلك المظالم للرأي العام الوطني ولرئيس الفقراء و محارب الفساد كما يدعي فأتت الفكرة في خلق نشاط استثنائي  يكون الاول من نوعه وطنيا وهو قطع مسافة 470 كلم سيرا على الاقدام من "نواذيبو "صوب القصر الرئاسي .فكانت الانطلاقة في الفاتح من مارس  والتقينا الرئيس بعد عشرين يوما من الانطلاق وقد كان اللقاء في جو ودي وناقش معنا جميع الملفات والمظالم والتزم لنا ان كل الملفات ستجد طريقها للحل ...و خرجنا فعلا من عنده متفائلين او شبه متأكدين من الحلول السريعة لمظالمنا ومظالم اهل المدينة  وحتى اليوم لم يلتزم بتعهداته لنا وأظن أننا أعطيناه الوقت الكافي للنظر في صحة الملفات ولكنه نسي كل التزاماته.
هنا إنتهى كلام صديقي ولد سويد أحمد وسأبدأ أنا :
لن يلتزم الجنرال بوعوده لهم لأنه دأب على الكذب على الشعب ومحاولة تدجينه  بوعود عرقوبية زائفة ... فقصتهم لم تكن أولى قصص الجنرال مع الكذب على الشعب ولن تكون الأخيرة فكل يوم يتجرع المواطنون من كأس بهتان  وعود الجنرال ...فمنذ قدومه على ظهر دبابة وإزاحته للرئيس المدني المنتخب وهو يكذب الكذبة تلو الأخرى حتى سقطت كذبته الكبرى رئيس الفقراء...لكن كما يقال حبل الكذب قصير ولا بد أن يأتي اليوم الذي تنضم فيه الجماهير المخدرة  الصامتة الى القافلة التي تطالب بإسقاطه وزمرته من العسكر بعد أن تمتلئ نفوسهم من  زيف  أقوال الجنرال وتقذف  به إلى مزبلة التاريخ كرفاقه السابقين المجاورين .

الاثنين، 8 أكتوبر 2012

أنقذوا الطفل ولد بوننه من سرطان الفم



في موريتانيا يتهيأ الأطفال الآن لولوج المدارس والدخول في عالم  التحصيل العلمي لكن الطفل يتيم الأبوين  " عبد الرحمن ولد بوننه " لن يكون من بين هؤلاء الأطفال، وذلك للأسباب الواردة في الرسالة التالية التي كتبت محجوبة منت محمد يحي رئيسة منظمة العطف والحنان  :

يعاني هذا الطفل من انتشار كثيف للخلايا السرطانية في الفم حتى وصلت إلى القصبة الهوائية والمريء وأصبح الأطباء عاجزون عن إيقاف هذا السرطان الذي يتفاقم بحدة وشدة ، بينما حالته باتت حرجة للغاية وتستدعي النقل إلى الخارج لإجراء عملية جراحية مستعجلة .. .. لقد بذلت منظمتنا كل وسائلها المتاحة واستنزفت كل طاقاتها المحدودة لعلاج هذا الطفل، لكن الأطباء في المستشفى الوطني أخبرونا بعدم قدرتهم على التعامل مع هذه الحالة نتيجة لافتقارهم لوسائل طبية متطورة لا تتوفر لديهم، خصوصا وأن العملية دقيقة للغاية وربما تؤدي إلى إزالة الفك السفلي للمريض وتركيب فك صناعي له في حال نجاته.
 لكن الجديد في الأمر أن الأطباء أبلغونا أن الطفل إذا لم يتم رفعه إلى الخارج لإجراء العملية في أقل من أسبوع ربما تكون تلك نهايته
..

تجدر الإشارة إلى أن العملية التي يحتاج الطفل تكلف 50 ألف دولارأمركي في "سويسرا "،
وللحصول على معلومات إضافية عن حالة هذا الطفل ولمساعدته، يمكنكم الاتصال على هذه الأرقام الخاصة بمحجوبة منت محمد يحي رئيسة منظمة العطف والحنان


0022236225570

0022222432957

0022237372737

Atfhanane@gmail. Com الإيميل
....................................................................................................

تحديث :
لقد توفي الطفل من دون أن يتلقى العلاج اللازم :(


الخميس، 4 أكتوبر 2012

Mauritania: Dreaming about the Fall of the Military State


By 

Mauritania has witnessed large protests this year calling for an end to the military regime of General Ould Abdel Aziz (for a useful though slightly out of date overview, see@LISSNUP’s discussion of the protests). Mauritanian activist and blogger Ahmed Ould Jedou offers an insider’s perspective on the drivers of protest and the role of the February 25 youth movement. The full text of the article (in Arabic) can be downloaded here. A summary in English, by Sara Abbas, is below – The Editors

Mauritania is living through an intense period of political upheaval, whose beginnings can be traced to the Arab Spring and the subsequent fall of Arab dictators. The Mauritanian opposition in all its forms has become united in the need to bring an end to the ruling military regime, led by General Mohamed Ould Abdel Aziz.

As far as the opposition is concerned, the current regime in Mauritania represents a continuation of rule by the military establishment, which began in 1978 following the overthrow of the country’s first president at independence, Ould Daddah. Mauritania’s current president, General Ould Abdel Aziz (henceforth “the General”) came to power when he deposed Sidi Mohamed Ould Cheikh Abdallahi in a 2008 coup. The latter had removed the General from his post as the head of the presidential guard.
The 2008 coup was widely regarded as a painful blow to Mauritania’s experiment with democracy, and a return by stealth of the military. Mauritania had attempted democracy following another coup in 2005, which brought down the regime of Maaouya Ould Sid’Ahmed Taya. In the wake of that coup, elections deemed free and fair were successfully organized, in 2007. Ould Cheikh Abdallahi emerged victorious in the second round.
The coup by the General a year later was widely condemned by the opposition, which formed a “National Front for the Defense of Democracy”; an entity that soon became a target of state repression. Following a long struggle, the opposition entered into dialogue with the General, resulting in the 2009 Dakar agreement. The agreement paved the way for presidential elections later that year.
The elections, when they came, were a failure. Many international observers refused to take part. The major opposition parties rejected the election’s results, and the General was seen to backtrack from his Dakar commitments. The agreement had stipulated the holding of a comprehensive national dialogue, with the purpose of tackling a host of thorny issues. The most urgent among these was how best to organize elections, in addition to defining the role of the national army vis a vis other state institutions.
The regime’s refusal to enter into dialogue with the opposition, widespread corruption and theft of the country’s resources, and tampering with the judiciary, amongst other things, coupled with the energy unleashed by the Arab Spring, contributed greatly to the situation we find in Mauritania today. A plethora of diverse groups ranging from youth movements to traditional opposition forces are currently working to put an end to the regime.
The opposition political parties are an important force in the country, and coordinate their activities through a body known as the Democratic Opposition Coordination (COD). COD is composed of some influential Mauritanian political figures, several pressure groups, and ten political parties. The most prominent of the parties is Rally of Democratic Forces (socialist in leaning), Tawassoul (which represents the Muslim Brotherhood in Mauritania and which enjoys a strong following among university students and civil society organizations), and Union of the Forces of Progress (left-leaning, with a strong presence in the trade unions). The COD has organized several massive marches this year, and has tried to stage a sit-in in the capital Nouakchott on May 3rd, although it was quickly repressed by the state. A recent large action by the COD was a march in Nouakchott in July, which began near the national hospital, then made its way to Ibn Abbas Plaza, where it staged its rally. 90,000 people are estimated to have taken part in that demonstration.
Another important presence in the political scene is the February 25 Movement. Inspired by the spirit of the Arab Spring, and in response to calls by activists on the internet, Mauritanian youth took to the streets on 25February 2011. The youth’s slogans extolled the idea of a civil state, called for an end to the military state, and made a number of social and economic demands. The intensity of the demonstrations took the regime by surprise, and the state moved to repress them within two weeks of the first demonstration.
The youth, who became known as “February 25 youth”, began organizing themselves in a number of different structures. First, there was the “February 25 coordinating body”, but soon, tensions and disagreements appeared between the members, leading to the dissolution of the group. A segment of the members had attempted to enter into dialogue with the General, a move that was condemned by the majority as a betrayal of a movement still in its infancy. Following the collapse of the coordinating body, a “25 February youth coalition” was formed, which took over leadership of the movements’ youth, and it managed to effect a strong youth presence in the Mauritanian street.
Throughout this period, the regime was very active in its repression of the movement, treating the youth with extreme harshness and thwarting their efforts with the help of its intelligence services. A segment of the organizers managed to hold together however, and established the “25 February Movement” that is still active today.
February 25 uses marches, sit-ins, other forms of civil disobedience and non-violent resistance to protest the situation in Mauritania. In addition, the movement organizes online campaigns against corruption, injustice and the repressive tactics with which dissent is met in the country. Though February 25 relies mainly on Facebook for mobilization, it does employ more direct tactics, such as leaflet distribution and poster-hanging.
The Movement makes various demands, including:
The establishment of a democratic, institutionally based state where governance is exercised by the people without oversight by the military;
Strengthening national unity and creating real solidarity between various components of Mauritania’s people by combating all forms of racism and marginalization, eradicating slavery and its remnants, and instituting positive discrimination (affirmative action) measures to benefit the most vulnerable groups in society;
Giving women their proper standing so as to enable them to contribute to building Mauritanian society side by side with men;
An education system that truly caters for the needs of the labor market and creates jobs that can guarantee a dignified life;
An end to the institutionalized looting of the country’s wealth and the better utilization of national resources;
Enabling civil society to play a more effective role in state-building and reform; and
The Establishment of mutual respect and cooperation with other countries and a foreign relations based on serving and protecting Mauritania’s interests and the interests of its citizens.According to some observers, February 25 youth have played an important role in Mauritania’s politics. Their repeated public demonstrations have entrenched a culture of protest in the country, to the point that protesting is a normal event in Mauritania today.
Observers however fault the movement because, despite its national and inclusive demands, most of its activists are Arabs, and therefore do not reflect the diversity of Mauritanian society, which is composed of Arabs, blacks and descendants of former slaves (“Haratine”).
The movement has tried to remedy this by linking up with other protest movements that represent non-Arabs, including the “Don’t Touch my Nationality” black protest movement as well as “IRA Mauritanie”- the Initiative for the Resurgence of the Abolitionist Movement in Mauritania. With COD joining the call on the street for the removal of the regime, these groups have begun to participate alongside the other organizations.
An activity carried out recently by February 25 was a symbolic action, which took the form of a protest in front of the constitutional court on July 10 (2012), the anniversary of the first coup in Mauritania’s history (1978). Security dispersed the protestors quickly, and arrested some of the movement’s activists.
Looking forward, Mauritania’s opposition parties and youth movements face a great challenge. If they want to achieve real change and bring down the regime, they will have to win over all segments of Mauritanian people – Arab, black and descendants of former slaves, in order to create solidarity and unity capable of mobilizing the silent majority of Mauritania’s street to bring an end to the military state.