الصورة مع القيادي الفلسطيني أسامة حمدان في نواكشوط |
يقول غسان كنفاني: "تسقُطُ الأجسادُ لا الفِكرة"، وهذا ما نجده متجسدًا في فكرة المقاومة الفلسطينية، فرغم مرور ما يزيد على 70 عاما من الاحتلال والتضحيات والشهداء، ما تزال فكرة المقاومة صامدة ومتجددة رغم الأثمان الباهضة والخيبات المتكررة، وكلما ظن العالم أن أهل فلسطين في طريقهم إلى السير في أروقة نسيان فكرة تحررهم من الاحتلال الصهيوني، ذكروه بأفعال تفرض تصدر قضيتهم المشهد العالمي، وفي هذا السياق جاء طوفان الأقصى كأوضح تنبيه ورفض للنسيان.
***
واليوم وجدت القيادي الفلسطيني أسامة حمدان، يؤكد في نواكشوط صمود فكرة المقاومة، حيث قال: "إن معركة اليوم تُحدثُ العديد من النتائج المهمة في واقع القضية الفلسطينية"، معتبرًا أن أول تلك النتائج: "أنها أعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد العالمي، وأنها قضية شعب احتلت أرضه وسلبت وهو ما يزال رغم 76 عاما من الاحتلال يواصل المقاومة ضد الاحتلال، وأن الأجيال تتعاقب وتحمل السلاح، فكلما ظن العدو أنه هزم جيلاً أو أنه طبع مع جيل، أو أنه أثر في ثقافة جيل، يكتشف أن هذا الجيل يتمسك بما سبق من تجربة للمقاومة ويبني عليها، وأن الآباء والأمهات ورثوا حب فلسطين والفداء من أجل فلسطين لأبنائهم، وأن هؤلاء الأبناء يتطلعون إلى تحقيق هذا التحرير إن شاء الله، ولذلك الرسالة الأساس، أنه لا أمن ولا استقرار في هذه المنطقة ما بقي الاحتلال، ولا أمن ولا استقرار في المنطقة طالما أرض فلسطين مغتصبة وحقوق الشعب الفلسطيني يعتدى عليها، وأن محاولات تجميل شكل الاحتلال وبناء حالة من التطبيع مع هذا الاحتلال لن تغير في الحقائق شيء، بل كل هذه التجارب ستؤول إلى الفشل وستكون أثمانها باهضة"، مضيفا أن: "النتيجة الثانية هي أن هذه المعركة أثبتت على مدى أكثر من عام أن المقاومة هي الخيار الوحيد الذي يحقق النتائج، وأنها هي السبيل الشرعي الوحيد لاستعادة الحقوق، فالتجربة البشرية بأسرها تقول ذلك، فلم يتحرر شعب إلا بالمقاومة، ولم يتخلى شعب عن المقاومة إلا انقرض"، مشيرًا إلى أن "المقاومة تتسع دائرتها، حيث ينخرط فيها الشعب الفلسطيني، وتنخرط فيها إسنادًا المقاومة في لبنان يقودها حزب الله، ثم بعد ذلك التحاما مع العدو نرى بأسه في مواجهة هذا الاحتلال، وأيضا الإسناد الذي يأتي من اليمن العزيز، يمن الحكمة والإيمان، الذي ينخرط في مواجهة الاحتلال ويغلق البحار في وجهه حتى يشل عصب الاقتصاد ويغلق بعض الموانئ، وهناك إسناد أيضا من أشقائنا المجهادين والمقاومين في العراق.. وكل هذه الحالة من المقاومة تشير إلى أن محاولات تقزيم فعل المقاومة ضد الاحتلال وأنها مقتصرة على الشعب الفلسطيني سقطت، وأن دائرة المقاومة تتسع، وإذا كانت اليوم تضم ما أشرت إليه من دول ومن قوى، فأعتقد أنها ستتسع بإذن الله تعالى مع تقدم الزمن، وانخراط الأمة في دعم الشعب الفلسطيني ومقاومته ستكون مقدمة لذلك".
***
كنت أستمع لحديث حمدان ومخيلتي مسكونة برفاقه الذين استشهدوا في أيامنا هذه وما قبلها وهم يتمسكون بفكرة المقاومة، وكان السنوار وهنية يتجسدان لي وأتذكر أنه رغم قيمتهما وأثرهما سيبقى بعدهما من يحمل مشعل فكرة ضرورة المقاومة، بل أظن أن مشهد رحيلهما كان منصفا لسردية الفلسطيني المقاوم للاحتلال والرامي إلى تحرير أرضه.