الاثنين، 27 يونيو 2011

حلم يقض مضجع الجنرال.أحمد ولد جدو


رجع الجنرال ليلة الاحتفال بخمسينية الاستقلال وهو منتشي يشعر بالنصر معجب بنفسه وقدراته.. لا تحمله قدماه من السعادة وبدون مقدمات ولج إلى غرفة نومه واستلقى على السرير وأخذ فكره يسرح كيف أنه استطاع تقزيم المعارضة وأن يقنع الشعب أنه رئيس الفقراء ومنقذهم وحاميهم، وكيف أنه بترقيع الشوارع وبعض التسميات، أصبح الشعب يهتف باسمه، وأثناء هدا السرحان قض في سبات عميق وبعد دقائق امتلئت الغرفة بالنور الوهاج، وظهر له ذلك الشاب الوسيم الثلاثيني ذا الطلة البهية ...وبادره بالسلام، رد الجنرال بصوت خافت متلعثم قائلا:" وعليكم السلام" ..وأتبع السلام بقوله:" من أنت وماذا تريد ؟". رد الشاب قائلا:أنا "الشهيد محمد الموريتاني"، امتقع وجه الجنرال وقال ومن أين أتيت؟

أما من أين أتيت لقد جئت من مكان لا غبن فيه ولا بطالة ولا ظلم ولاخداع ولا انقلابات، مكان لا تزور فيه الحقائق، ولما أتيت؟ :"جئت لأحذرك من أخي الذي قرر قتلى مرة أخرى، حتى أقص عليك حكايته لعلك تتعظ وتدركه. بدأت حكاية أخي عندما تخرج من الجامعة، كان مفعما بالأمل وكله توق إلى أن يكون يد تساعد في بناء وطنه ورفعته والإسهام في وضعه في مصاف الـأمم المتقدمة، لكن إكتشف أن أحلامه محرمة في وطنه وغير قابلة للتطبيق، حيث انضم إلى "كتيبة المليون عاطل عن العمل"، فظل يبحث ويشارك في كل المسابقات لعله يجد عملا ،لكن للأسف في كل مرة يجد نفس الوجوه التي درست معك وبعده وقبله مازالت تنتظر الفرصة، ودائما النتيجة واحدة هي أن الزبونية والمحسوبية كان لها الدور الأكبر في النتيجة، والآن وبعد أن تملك منه اليأس وسيطر عليه الإحباط وبعد أن أصبح العوز رفيقه ولباسه الملتصق به ، قرر أ ن يضع حدا لحياته ولكي ينهيها بطريقة درامية مؤثرة حتى يسمع صوته ولو بعد موته قرر الانضمام إلى "تنظيم القاعدة"وتبني الفكر المتشدد.

والآن وبعد أن سمعت قصة أخي أو أخوتي، أتمنى أن تتوقف عن التشدق بإنجازاتك الوهمية، وتنظر إلى الواقع وتلتفت إلى شباب هدا الوطن ..لعلك تنقده من التحول إلى قنابل متفجرة تقتل وتدمر البلاد والعباد، فبغيره لاوجود لموريتانيا المستقبل وبدونه لن نحتفل بخمسينية أخرى..وستبقى موريتنيا مجرد ذكرى، وبدونه لن نحقق الاستقلال الفعلي، فالشباب هو محرك أي نهضة ودافعها ووقودها، وهو عماد المستقبل وصانع التنمية..فالدول لا تتقدم إلا بشبابها والآن سأستسمحك فلم أعد أطيق البقاء في جو يملؤه الفساد، ولنا لقاء قريب أتمنى أن تستفيد من هذه الرؤيا وتفسرها التفسير الصحيح وتفهم معانيها .

نشرته 9 ديسمبر 2010 على مدونتي (ياعرب) على مكتوب التي اختفت مع بقية مدونات الموقع.

هناك تعليق واحد: