الثلاثاء، 21 يناير 2014

يوميات ملتقى المدونين العرب بعمان: اليوم الثاني

تصوير عامر سويدان 
يوم اَخر مفعم بالنقاش والحيوية و الابداع والمرح وسحق الحواجز الوهمية بين البشر و الانتصار للحرية وتبادل الخبرات واشاعة المعلومة ...يوم بدأ بالابحار في عالم التدوين وقضايا الشبكة وهموم نشطائها وأفل على وقع إيقاعات الجيتار وترانيم الجمال و سحر الابداع .
بدأ اليوم بتجمع صباحي والتعريف بالمنضمين الجدد للملتقى وحدث خلال هذ التجمع  نقاش حضور العربية في المؤتمر 
،والانتقادات التي وجهها البعض لكون أكثر التغريدات المتعلقة بالمؤتمر تكتب بالانجليزية .
وبعد ذلك  انطلقت الورشات التي تنظم في المسار الصباحي في وقتها أي التاسعة بتوقيت العاصمة الأردنية عمان وانخرطت في ورشتي التي اخترت في اليوم الأول لاهتمامي بمجالها،وهي ورشة حوكمة الأنترنت و المناصرة،وقد كان موضوعنا اليوم هو القوانين الجائرة التي تحد من حرية الأنترنت وتقمع الأصوات على الشبكة . وفتحنا مواضيع كثيرة و طرحت العديد من الأفكار،فمثلاً قامت ريم مصري من موقع حبر بالحديث عن فكرة التشارك والتشبيك من أجل الوقوف في وجه القوانين الجائرة في الوطن العربي وتحدثت عن حجب موقع حبر الأردني بموجب قانون النشر بالأردن،وعلى نفس المنوال سار المدون والناشط الموريتاني ناصر ودادي الذي عرض بدوره فكرة إنشاء ويكي لمتابعة القوانين القامعة للحريات في العالم العربي،لكن النقاش تحول فيما بعد إلى تناقض الدساتير العربية مع القوانين التفصيلية وكذلك تحايل الأنظمة العربية على الاتفاقيات الدولية التي توقع عليه وعن فكرة تحفظها .
بعد هذا النقاش تقسمنا كالعادة إلى مجموعات من أجل عصف ذهني حول المواضيع التالية :
-الكيانات (الوزارات و المنظمات غير الحكومية)
-قوانين الأنترنت
-القيم والأخلاقية المجتمعية المحلية
-دراسة الوضع على الشبكة والايجابيات والسلبيات في مجال حرية الأنترنت
وبعد العصف الذهي اجتمعنا مرة أخرى لنتبادل ماخرجنا به ونتقاسم الأفكار و ننظر في كيفية تطويرها وتعميق النقاش فيها .
فمثلا فتحنا النقاش حول أنواع القوانين التي تنظم شبكة الأنترنت في الوطن العربي وكذلك حول المواثيق الدولية مثل الاعلان العالمي لحقوق الإنسان و ضرورة موائمة الدول العربية قوانينها مع هذه الاتفاقيات التي توقع عليها وكذلك حول القيم التي يجب أن تحكم الشبكة
،وحول أدوار المجتمع المدني والقطاع الخاص والحكومات في تسير الأنترنت .
واتفقنا على ضرورة الوقوف في وجه محاولة الحكومات فرض حدود للحرية على الشبكة،لكن هناك من قال أنه على المدونين والنشطاء أن يقوموا بميثاق شرف يرفض التحريض على القتل أو الكراهية والخطابات الطائفية وأن الحرية يجب أن يكون لها حدود وتراعى خصوصية المجتمعات،وهناك من رفض هذه الفكرة وقال أن وضع حدود للحرية هو باب لقمع الحريات .
وكذلك تم تقديم عرض عن الأنترنت في لبنان كنوذج ميداني على الوضع في الوطن العربي .
وفي الثانية والنصف انطلقت المسارات المسائية والتي ضمت عدة حلقات نقاش وورشات وعرض خلالها بعض المشاريع  الرائدة على الشبكة وشاركت بدوري في ورشة حول طرق إنجاح حملات المناصرة وكان مديرها المدون الموريتاني ناصر ودادي
،حيث بدأ الورشة بأخذ قضية الصحفي السوداني تاج الدين عرجة كنموذج تطبيقي لشرح خطوات اطلاق حملة مناصرة ناجحة حيث قمنا بنقاش منهجية اطلاق حملة مناصرة و الخطط الاستراتيجية المناسبة لذلك، و كانت فرصة جيدة للتعرف على تفاصيل أكثر عن  قضية هذا الصحفي الذي صرخ  في الثاني عشر من سبتمر ٢٠١٣ في وجه الرئيس السوداني عمر البشير  ورفض ظلمه بحضور الرئيس التشادي وتم الاعتقال بأمر من عمر البشير وهناك قلق بين أهله على مصيره .
في السوق الشعبي الواقع بالقرب من المسجد الحسيني
بعد انتهاء المسارات المسائية ذهبت في جولة مع المدونين أسامة محمد من السودان وعلاء أبي رعد من لبنان، حيث تجولنا في السوق القديم لعمان وتشبعنا بروح المدينة الساحرة وطبعت العلاقات مع الأزياء الأردنية التقليدية  . 
وبعد ذلك تجمع معشر المدونين ليبدأ موعدهم مع التحليق في سماء الابداع والفن، حيث قام المدونون أصحاب المواهب الفنية بالتنافس من أجل اشاعة الأمل وخلق جو من المرح والفرح وقدموا أغنية خاصة بالمؤتمر. لكن تلك الحالة لم تمنعنا من تذكر رفاقنا المدونين المعتقلين في بعض البلدان العربية مثل المقاوم علاء عبد الفتاح الذي كان من المفترض أن يكون أحد المشاركين في الملتقى لكن العسكر حرمونا من رؤيته ولقائه على أرض عمان إلا أن روحه كانت تحلق بيننا وقصته تلهمنا .

هناك 7 تعليقات: