عند قيام الشباب المصري وبتحريض من بعض
الشيوخ السلفيين باقتحام السفارة الأمريكية إحتجاجاَ على فيلم مسيء للرسول أعده مصريون، كتبت التالي على صفحتى على فيس بوك :
"شباب متحمس يحمل راية ارتبطت بتنظيم القاعدة يقتحم السفارة الأمريكية في القاهرة وينزع العلم الامريكي ويضع تلك الراية مكانه. كل هذا يحدث في ذكرى "11 سبتمر" تلك الذكرى الأليمة التي راح ضحيتها اَلاف الأمريكيين ...والحجة هي أن هناك مجموعة من المرضى النفسيين قاموا بفلم رديء أردوا به الإساءة للرسول .الأمر الذي لا يمكن حدوثه فما يضر الرسول نباح الكلاب ولا فيلم مسيء رديء المستوى لم يكن ليتابعه أحد لولا تفاهتنا ودعايتنا له .مرة أخرى نظهر نحن المسلمين في حالة ركيكة من الغوغائية والهمجية فالفيلم المقصود ليس من إنتاج الحكومة الأمريكية وحتى أن السفيرة الأمريكية في القاهرة اتصلت بالقيادي السلفي "نادر بكار" لتعتذر له عن الفيلم وذالك حسب حساب القيادي السلفى على "تويتر" .هذه الحالة لن تفهم إلا أنها احتفال بجرم القاعدة وانتشاء بقتل الأمريكيين وسترسخ الصورة النمطية التي طبعت عند الغربيين عنا نحن معشر المسلمين والتي لنا دور كبير في ترويجها" .
وكانت الردود أغلبها سلبي مناصرة لفعل الشباب المصري، ومنها من يطالبني بمراجعة كتب العقيدة التي
قالوا أنها تدعونا لقتال المشركين وحتى إن كان بيننا وبينهم معاهدات...فقد كتب أحد
أصدقائي معلقا على ما كتبت:
"لا أخي أنا أقول لك بشكل عام و لا فرق بين جميع الكفار إلا لمن لم يظهر العداء و حتى عندما نقضي على أعدائنا فسوف نتوجه للآخرين بالدعوة بالكلمة الطيبة و السيف كما فعل السلف و أما حزنك على كل ميت فها أنت تعود لغيك من جديد لا نحزن إلا على ميت في سبيل الله ككل المسلمين جميعا لأن حياتهم "من المفروض أن" تكون كلها في سبيل أما الحزن على الكفار فيرجعني إلى طلبي لك للعودة إلى مادة القراءة في العقيدة و في أيام الإبتدائية !!!فكيف تحزن لموت الكفار و بالخصوص أعداء الله ".
وأضاف أخر:
"ياليتني كنت معهم!!"
ولم يطل الانتظار حتى حدث ما كنت أخافه وسمعت أن بعض الشباب الليبي المتحمس
أيضا قام باقتحام القنصلية الأمريكية في بنغازي وأن السفير الأمريكي لقي حتفه نتيجة
لذلك.
حدث أن فيلما رديئا أظهر المسلمين كهمج ونجح صانعوه في بلوغ هدفهم والسبب هو بعض الدعاة والشيوخ الذين تعودوا تهييج الشباب و ملئ
قلوبهم حماسا.
وطرحت على نفسي بعض الأسئلة من المستفيد
من إظهار المسلمين في الرأي العام الأجنبي
وخاصة الأمريكي على أنهم احتفلوا بقتل الأمريكيين في ذكرى الحادي عشر من سبتمر
ورفعوا العلم الذي ارتبط في أذهانهم بالقاعدة. وأن الليبيين الذين ساعدهم أوباما بالسلاح
الأمريكي في الإطاحة بالطاغية بالقذافي مجرد قتلة يمقتونهم ؟
فبرأي أن الجمهوريين هم المستفيد الأكبر من الأزمة ولهم يد في هذه المهزلة من أجل كسب ود الامريكيين من خلال الترويج لفكرة أن أوباما يتساهل مع المسلمين الإرهابيين الذين يكرهونهم كي ينجح مرشحهم اليميني المتطرف "ميت رومني "برئاسة أمريكا.
وفعلا بدأت تلك الحملة حيث أصدر" ميت رومني"نفسه بيانا انتقد فيه تعامل أوباما مع القضية، حيث قال :
"إنه لشيء مخز أن أول رد فعل لإدارة أوباما لم يكن إدانة الهجمات على بعثاتنا الدبلوماسية، بل التعاطف مع أولئك الذين شنوا الهجمات"
وأن السلفيين في
مصر تلقفوها و يريدون خلق حالة من الفوضى ونشر حماس ما في الشباب المصري من أجل الضغط وكتابة
دستور يناسب أفكارهم المتطرفة خاصة أن قياداتهم كانت حاضرة ومتصدرة المشهد أمام
السفارة الأمريكية في القاهرة.
لكن المهم في الأمر هو
أنه علينا أن نعرف أن الاعتداء على السفارات وقتل المواطنين التي تربطنا بها علاقات
ومعاهدات بعيد كل البعد عن تعاليم ديننا
الحنيف –فلنحتج بسلمية - .
وهنا لا أريد الدفاع
عن أمريكا التي لي رأي فيها وهو" أن سياستها الرأسمالية وطموحها التوسيعي
خطر على البشرية" .لكن لا أريد أن نكون ناقضي عهود وأن نكون مروجين للقتل....
لا نحتفل بماَسي الآخرين وندخل نبينا في النصف.
مالفائدة من إعطاء اليمين المتطرف في الغرب الفرصة لكي يروج أفكاره ضدنا وينشر كرهه لنا وقتل كل المحاولات لصقل صورتنا كمسلمين التي لطخها سفهاؤنا ؟.
لماذا نترك مجموعة من المرضى بالغلو والتطرف أن يكونوا هم صورتنا أمام العالم ؟مالفائدة من إعطاء اليمين المتطرف في الغرب الفرصة لكي يروج أفكاره ضدنا وينشر كرهه لنا وقتل كل المحاولات لصقل صورتنا كمسلمين التي لطخها سفهاؤنا ؟.