الأربعاء، 16 أغسطس 2017

حنين

مدينة بوتلميت

يحدث أن نضيع منا في زحمة اليومي، يشكلنا الواقع، ويحدد أولوياتنا ثم تتسرب ذواتنا منا، نصبح غيرنا وجزءا من كل وننسانا.
نضيع في العام ونهدر حقنا الخاص، وحاجاتنا الروحية؛ لكن بعض الأحداث ولحظات الصفاء  تمطرنا بماء الذكريات، يغسلنا ويعيدنا للبدء، للتكوين الأول، وللحميمة والطفولة وللبراءة؛ لما قبل التوجهات والتصنيفات المفروضة أو المؤنسقة والمغلقة بأبواب الوثوقية والقطيعية، لأصدقاء الصبا وأماكنه؛ وقد يحدث ذلك من دون سابق إنذار.
وأنا اليوم، بدأت فيما يشبه رحلة الهجرة نحو محيط الذكريات، أبحث عن أشلاء البدايات؛ لأجمعني من جديد وأعيد التشكيل.
ولا يفارق مخيلتي طيف صديق طفولة في مدينتي الأولى، المدينة التي تسكنني رغم أني لم أسكنها.
 يغزو صديقي مخيلتي بكل ود، لا أتذكر اسمه لكنني قادر على  رسم شكله؛ فأنا رسام أضاع موهبته العيش في مدينة الظلم واللامعنى.
 وقد قابلته ذات مرة لكنه لم يلحظني ولم يعرفني؛ عله فعل السنين، يال حقارة الزمن والواقع.
أحن للمدينة وتفاصيلها ولصديقي، لإبراهيم ولد الدولة وترنيمته المباركة "ميمونة دارت ميالة"، ولقهقة سناد ولد أشوايل، وضربات لحبوس البلهاء للكرة أيام  ملاحم"ترنوار"، وصعود سعيدة ولفيجح.
 مخاوفي كبيرة، أخاف أن تكون ذكرياتي متوهمة أو مجرد خيال روائي فاشل أو تلبية لأغراض نفسية.
 سأواصل البحث، فالعملية ممتعة وثرية، والصديق قد يكون مجرد فكرة تناديني أو قيم ومرحلة من السمو والزهد أحتاجها، أو مجموعة من الرفاق الروحيين، إذن هو موجود وقد يتشكل في أشكال تعددية؛ صديقي فكرة وروح.

*أعتقد أن لوحة مفاتيحي هي من كتبت هذه الهلوسة ونشرتها من دون إذني، لذلك وجب التنبيه.