الثلاثاء، 26 فبراير 2013

ذكرى 25 فبراير:تجدد الأمل

صورة من النشاط -نشرتها صفحة حركة 25 فبراير على فيسبوك
عشت الأيام الماضية حالة من القلق والترقب،بسبب إقتراب موعد الذكرى الثانية لانتفاضة 25 فبراير المطالبة بالدولة المدنية،وسقوط حكم العسكر،وذالك رغم أن الوضعية ملائمة للخروج والأسباب تعددت، والعمل الجبار الذي قام به الشباب الموريتاني من أجل إخراج هذا اليوم بصورة محترمة،وزاد توتري مع صباح يوم الخامس والعشرين من فبراير وبدأت أعد الدقائق التي تفصلنا عن الوقت المحدد للمسيرة ...
ذهبت الى الشباب قبل الخروج للمشاركة في وضع اللمسات الأخيرة على إحتفالنا النضالي المقدس،حين وصلت لفحتني رائحة الثورة وحديثها. فبدأ رفيقي محمد الأمين ولد العالم في محاولة منه لتحفيز الشباب بالحديث عن فوائد مسيلات الدموع التي قال:

أنها تدفئ القلب وتبعث على الطمأنينة ،وتنثر الحب وتغمر القلب بالحنان،وتغسل العيون بدموع النضال الطاهرة .
كذالك قال أنها مفيدة للمعدة والدورة الدموية وووو....حديثه ذكرني بمقولة للرفيقة التبيرة منت الخلفية قالت فيها:
أن أفضل عطر رجالي لديها هو "الكريموجين" .
كذالك أخرجني من حالة التوتر وتأكدت أن الشباب قادم ليناضل بمزاج المنتصرين وأن اليوم يومنا .
إنطلقنا متأخرين عن وقتنا الذي حددنا بدقائق، لعلمنا أن الأمن ينتظرنا وجهزنا أنفسنا للمواجهة والصمود في وجه اَلة النظام القمعية ،وكان الهتاف يعلوا مع كل خطوة والحماس يزيد مع كل هتاف،وعند وصولنا الى بلوكات كان الأمن بانتظارنا ,فقمنا بالتجمهر على الرصيف المقابل للساحة وكررنا شعاراتنا وبعد أن وصل الحماس لأعلى درجاته ،قمنا بالسير إلى الخلف واتجاهنا نحو الساحة واقتحمناها بظهورنا.
بدأ رجال الامن بالتنكيل بنا وإغراقنا بمسيلات الدموع لكن لم ينجحوا في إخراجنا بسبب لوحات المقاومة المدنية التي أبدع النشطاء صنعها واستمتعت بمشاهدتها والمشاركة فيها،وقبل أن أصل إلى مرحلة فقدان التركيز أنفقذني رفيق لي بجرعة من "البي بسي " أعادة إلى توازني وقلت لاحقا "بي بسي مين قدك ".
.إستمر العرض المميز وطردنا الأمن من الساحة وزغردت الناشطات ،وإندهش الصحافة وتحول بعضهم إلى نشطاء فقد وجدت أحدهم يهتف يسقط يسقط حكم العسكر وهو يصور فمازحته قائلا :
إنتبه لقد تحولت إلى ناشط ...فرد على هذا جو لايمكنني أن أكون فيه محايداً.
.لكن الأمن إختطف رفاق لنا.
تسمرنا في ساحتنا المحررة نفكر في الطريقة التي سنفعل لاسترجاع الرفاق،وبعد دقائق وصلوا إلى الساحة وحدثونا عن تعرضهم للتعذيب داخل الإدارة الجهوية للأمن نواكشوط.وإستمر العزف الفبرايري.
بعد إنتهاء تجمعنا في ساحة بلوكات رجعنا في مسيرة ثانية كان النشطاء يصرخون فيهاعلى المارة ويسألونهم لماذا يسكتون على الظلم والفساد؟
الناشط الحاج ولد إبراهيم -الصورة من صفحة الناشط على فيسبوك
دخلت على فيسبوك بعد إنتهاء موقعة بلوكات وانسحابنا منها لاجد صورة للناشط الناقم على الظلم الحاج إبراهيم وهو يحتج وحيدا في إسطمبول ، ويرفع شعار "يسقط حكم العسكر"،وفي المساء خرج شباب 25 فبراير في العاصمة الإقتصادية نواذيبو ليقولوا لا للفساد فواجهمم الامن بالقمع والاعتقال.

أستطيع الأن أن أخبركم أنني في غايةالفخر والسعادة فالشباب أثبت أنه قادم وسيذلل كل الصعاب...فبعد عامين من الاحتجاج والرفض مازال يحمل نفس الحماس والشغف ولم يلتفت لتشكيك المرجفين والمثبطين السلبيين
،و حقق مشهدً طالما حلمت به، فموريتانيا إحتجت بكل أطيافها، وأنا تعطرت مع وان بيران من نفس الغازوسالت دموعنا معاً.










الأربعاء، 20 فبراير 2013

كان يومي مغاربيا بامتياز !

عبد الرحمن ودادي وأحمد حيمدان 

إستقظت صباح اليوم الأربعاء 20 فبراير وفي ذهني الذكرى الثانية لخروج الشباب المغربي ضد النظام الملكي وللمطالبة بالديمقراطية والحرية والانعتاق،لذالك كان من الطبيعي أن أذهب إلى صفحة حركة 20 فبرايرعلى موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" من أجل تتبع أخبار أنشطة الذكرى، لكن أول منشورلفتني لم يكن يخص تلك الذكرى ولم يكن للصفحة، بل هو خبر يفيد بقيام السلطات الجزائرية باعتقال نشطاء من ضمنهم موريتانيين،نسبته الحركة لصفحة "صرخة الشعب المغربي ":
عاجل من الجزائر:في هذه الأثناء تم اعتقال الوفود المتجهة لتأسيس الاتحاد المغاربي لمحاربة البطالة والعمل الهش: وفد تونس وموريتانيا والجزائر والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب الرفيقين الدهبي لوشاشحة وعماد كابو .من تونس صالح بن عمر و كمال بوصاع و انتصار نفوتي ونعمان بن عمار سهيل العيدوديVia The Screaming of Moroccans
شغلني الخبر لان النشطاء هم أصدقائي أتقاسم معهم الحلم بوطن يحترم فيه المواطن وذكريات نضالية رائعة يعيد إلي تذكرها الأمل في التغيير، وبعد ساعات من الترقب والقلق وصلني خبر أنه تم ترحيلهم إلى موريتانيا،فذهبت إلى مطار نواكشوط رفقة مجموعة من النشطاء الحالمين بغد أفضل من أجل إستقبالهم،والتقيت بالناشط السياسي عبد الرحمن ودادي المرحل رفقة الناشط في حركة 25فبرايرأحمد ولد حيمودان من الجزائر بسبب مشاركة الاثنين في مؤتمر" الاتحاد المغاربي لمحاربة البطالة والعمل الهش".حيث قال لي أن السلطات الجزائرية تعاملت مع المشاركين في المؤتمر بفضفاضة وقسوة.فقد حققت معهم وأبقتهم رهن الاحتجاز مدة ست ساعات قبل أن تأمر بترحيلهم عن الجزائرفي تصرف متخلف إكتشف من خلاله بشاعة النظام الجزائري،وكانت السلطات الجزائرية قد قامت صباح اليوم الأربعاء بتطويق مقر نقابة (مقر SNAPAP)حيث كان من المزمع أن تعقد فيه أشغال المؤتمر،كذالك مقر إقامة ضيوف المؤتمر واعتقلت النشطاء الجزائريين والوفود المشاركة من الدول المغاربية،والمكونة من خمسة تونسيين وثلاثة موريتانيين وثلاثة مغاربة، وفي رد لأحد المشرفين على التنظيم عل تبرير السلطات الجزائرية بمنعه عقد المؤتمر بحجة أنه غير مرخص قال:
"أن هذا المؤتمر يستند على القانون رقم 90-14 المؤرخ 2 حزيران على إجراءات ممارسة الحق في التنظيم."وهم كنقابة نقابة مستقلة، يحكمها قانون 90-14. ليسوا مطالبين بأخذ إذن".
وجاء عقد هذا المؤتمر بعد الاجتماع الذي عقد بين منظمات المجتمع المدني في البلدان الأربعة في المغرب العربي في المنستير، تونس، يوليو 2012،أثناء الأعمال التحضيرية للمنتدى الاجتماعي العالمي ليكون "أساس لبناء علاقة بين الشعوب المغاربية تمكن من توحيد الجهود لضمان حياة كريمة.
قصة منع الأمن الجزائري لعقد هذا المؤتمر ذكرتني بعبوري بمطار الجزائر العاصمة حيث لفت انتباهي بحث العامل عن الكتب في حقيبتي وسؤاله عنها وعن مؤلفها،ساعتها قلت في نفسي مازالوا يخافون الكتب ويحاربون الأفكار...تبا لهم...كم أتمنى أن يمر الربيع العربي على بلادهم ويسقط هذا النظام المتعجرف...كم أتمنى أن يحظى هذا الشعب العظيم بحكومة تحترمه وتصون كرامته.كذالك جعلتني أتحفز أكثر من أجل العمل على إسقاط النظام العسكري في بلادي فأي دقيقة يعيشها تعد خطرا يهدد وطني.فالعسكر وحكمهم سرطان يظل ينخر في جسد الدول حتى يقضي عليها.
أهدي هذه التدوينة لكل النشطاء المغاربيين الحالمين بالتغيير والديمقراطية !!



الجمعة، 15 فبراير 2013

مسعود ..فاتك القطار !


أطل علينا مساء يوم الاثنين 11 فبراير السياسي مسعود ولد بخير من قصر المؤتمرات في ظهور مسرحي لابساً عباءة الحكيم والملاك المخلص، فأزبد وأرغد وطالب الجميع بإنقاذ موريتانيا وهضم الذات ،وأعلن الرجل عن مبادرته وتصوره لحل الأزمة الراهنة  .
فكان رد المعارضة سريعا وقاسياً بعيداً كل البعد عن روح شباط، فقد صرح بعض قادتها الذين حضروا العرض أن مبادرة مسعود تعد اعترافاً بان الحوار الذي شارك فيه وطبل لنتائجه كان مجرد خوار ولم يحل الأزمة.أما الجنرال عزيز فلم يعلق على ظهور مسعود فيبدو أن أداءه لم يعجبه وينتظر منه تطويره،وبدوره قام الشباب الموريتاني الطامح إلى الدولة المدنية وإسقاط حكم العسكر بتجاهل مبادرة مسعود والإعلان عن خروجه في الخامس والعشرين من فبراير لإحياء الذكرى الثانية لخروجه الأول، وكتابة سطور جديدة في ملحمته التي بدأ قبل عامين وفرض خياره عن طريق المقاومة المدنية السلمية .
مبادرة مسعود والمعارضة
لم تخرج مبادرة مسعود عن إطار محاولة من الرجل الى رمي طوق نجاة للجنرال محمد ولدعبد العزيز وبالتالي الحكم العسكري،فلم تضع في الحسبان أن الجنرال جزء من المشكل وليس الحل، فالمبادرة لم تتحدث عن رحيله ولا عن وضع حد للحكم العسكري في موريتانيا .لذالك فان المعارضة الموريتانية المستهدفة بهذه المبادرة والتي جربت كذب الجنرال وتنكره للمعاهدات في أكثر من مناسبة لن تستطيع الانخراط في هذه المبادرة لان ذالك يعد بمثابة الانتحار السياسي لها، فهي اليوم تدفع ثمن قبولها لاتفاق دكار وسقوطها في فخ منح الشرعية السياسية لجنرال انقلابي لا عهد له.خاصة أنها قطعت معه كل حبال الثقة ورفعت في وجهه شعار "إرحل " قبل سنة وتراجعها عن هذا الشعار يعد سقوطا أخلاقيا وعدم استفادة من دروس الماضي وسيؤدي إلى قصم ظهر تحالفها.لذالك فانه من المرجع أن لا تجد مبادرة مسعود أي تجاوب من المعارضة الأمر الذي بدأت تظهر تجلياته، فقد أعلن حزب( التكتل )أحد أهم أطيافها عن الخروج في الخامس والعشرين من فبراير ذالك التاريخ المرتبط بالربيع العربي في موريتانيا .
مبادرة مسعود وشباب التغيير
مخطئ من يروج أن موريتانيا لم تتأثر برياح الربيع العربي، فتلك الرياح المقدسة وجدت مكاناً لها في صدور وعقول الشباب الموريتاني وخرج قبل عامين بفكر وروح ذالك الربيع ...
استخدم نفس أساليب ذالك الشباب وحمل نفس الروح والأهداف والشعارات والأحلام ،لذالك فهذا الشباب لا يرى أن مبادرات من قبيل مبادرة مسعود فيها شيء يثير الاهتمام ،فليس لديه وقت لمناقشة أنصاف الحلول والمهدءات، ومنح الفرص للأنظمة القمعية، بل يرى أن الدخول في أي حوار مع النظام العسكري في موريتانيا يعد خيانة لدماء العمال والمحتجين وللشعب المقهور وللوطن،ومقتنع أنه لا سبيل لتحقيق حلمه سوى الخروج إلى الشارع والمقاومة المدنية.
فطموحه ليس الوصول إلى كرسي الحكم بل هو إسقاط نظام يرى أنه خطر على بقاء الدولة .
لذالك فمبادرة مسعود لن تستطيع التأثير في المشهد الموريتاني ولا المستهدفين لأنها لم تقدم جديدً وهي مجرد نسخة مشوهة لاتفاق دكار ولا تراعي تطورات المرحلة، إذن "العيطة كبيرة والميت فأر "!!.