الأحد، 18 يناير 2015

الحرية لرائف بدوى


شبكات التواصل الاجتماعي تتضامن هذه الأيام بشكل لافت مع المدون السعودي رائف بدوى، فالتغريدات والمناشير المناصرة له تكتسح تلك المواقع، فقد تم النشاط بكثافة على الأوسام التالية:
#‏الحرية_لرائف_بدوي
#جلد_رائف_بدوى
#FreeRaif.
 وكان القضاء السعودي قد حكم على رائف بدوى من فترة بالسجن لعشر سنوات والجلد 1000 جلدة، وتهمة  رائف هي تأسيس شبكة لليبراليين السعوديين وانتقاد هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتمت تبرئته من الردة عن الإسلام والتي يعاقب عليها في السعودية بالاعدام، وقد بدأت عملية جلد رائف منذ أسبوعين، ليجدد النظام السعودي  عهده مع التعبير عن  التطرف والوحشية التي تطبعه، فرائف لم يحمل سلاحًا  ولم يقتل لفرض فكرة.
 يبلغ رائف بدوى 31 سنة وهو متزوج من الناشطة انصاف حيدر ولديه ثلاثة أبناء.

قضية رائف بدوى تأخذ الاَن زخماً دوليا وقد عبرت عدة منظمات حقوقية عالمية عن امتعاضها من عملية الجلد والحكم بشكل عام.

قضية رائف بدوى كشفت الكثير من التناقض لدى بعض النخب السعودية والعربية ولدى النظام السعودي أيضا، فالنخب الليبرالية السعودية والعربية تقدم نفسها كمحاربة لكل الأفكار المتطرفة  والمتعصبة وتنتقد تنظيم داعش في الصباح والمساء وأعلنت أنها شارلي وضد أي تعامل عنيف لمجابهة الأفكار، وهاهي اليوم تسكت على عملية جلد رائف بدوى وسجنه لعشر سنين، بسبب اَرائه وغير بعيد من ذلك الموقف، نجد النظام السعودي يدخل في حرب ضد إرهاب داعش ويتهمها بالوحشية، وقد شارك سفير المملكة في مسيرة باريس المنددة بحادثة شارلي، ويقوم في نفس الوقت بقمع الأصوات المخالفة له وبنفس طريقة داعش، وهو تناقض غير مستغرب من النظام السعودي فقد دأب على قمع مواطنيه وتقديم نفسه كمحارب للإرهاب في العالم.
قصة رائف بدوى تفرض على كل صاحب ضمير حي يرفض تعنيف الانسان بسبب اَرائه، أن يعلن التضامن معه، لأنها باختصار جريمة في حق الانسانية وقيمها، فرائف يدفع اليوم ثمن محاولته الانتفاض على حالة القمع في بلده، الحرية لرائف وللكلمة الحرة في السعودية وكل بلدان العالم العربي، ويستمر النضال حتى انزياح أسوار القمع.