أكتب اليوم عن شيء متيم
به وأعشقه بشغف...أمر يلامس وجداني ويغذي بنات أفكاري...أكتب
عن "الحدوته المصرية " تلك القصة الملهمة وذلك الشعب المعلم والقائد...سأبوح
بما يخالجني من تخوفات على ثورته المجيدة التي أنارت لنا الطريق ومهدت لنا سبيل
التغيير...طبعا سمعت صوتك أيها المتسائل عن مدى درايتي بمصر وبأمرها الداخلي وأنا
الذي لم تتخطى قدماي بوابة مطار القاهرة ،ولم أرى أم الدنيا إلا من نافذة الطائرة ،وأخبرك:
أنا مصري الهوى عشت "الحدوته المصرية " وتسكن في بكل تفاصيلها،عشتها من خلال أدب نجيب محفوظ وعلاء الأسواني،وأقلامها المستنيرة و أفلام
يوسف شاهين ومحمد خان وخالد يوسف وأشعار(
الفاجومي) و (الأبنودي ) وأغاني منير وسيد درويش و عبد الحليم وشادية، وفرقها
الرائعة ومدونات شبابها الذي فرض التغيير وأسقط الطاغية...
واليوم،و بعد كل ما حدث مازلت متخوفا على
ملهمتي، فبعد أن سقط النيرون وظننت أن المطالب الثلاثة (عيش –حرية-عدالة
اجتماعية )التي رفع شعب مصر في طريقها إلى التحقيق،بدأت هذه الأيام يتسلل إلى
الإحباط كما يحدث الآن مع شباب مصر،والسبب هو تعامل الرئيس المنتخب محمد مرسي –رئيس الجماعة –
مع الشعب ونظرته هو وجماعته الاستعلائية
وعدم اهتمامه بتطلعات المصريين،خاصة بعد أن
كشف عن وجهه الحقيقي بعد إعلانه عن تنصيب
نفسه" إلاه" لا مرد لقضائه.فقد قام بإعلانه الدستوري المشئوم بتحصين
قراراته من الطعن ذلك الإجراء الذي ينم عن قدر من الفاشية والطغيان.كذالك قام بمواجهة المحتجين على الإعلان بالقمع والتنكيل
والقتل وبث الدعايات المغرضة ضدهم واتهامهم بالعمالة كما كان يفعل الطاغية مبارك
مع جماعته كأن شيء لم يكن وأن ثورة على التعذيب لم تحدث ،وهذا ما كتب عنه صديقي
المدون المصري محمد مرعي شهادة بعد تعرضه للاعتقال والسحل قال فيها :
هناك موافقة ضمنية من مؤسسة الرئاسة وجماعة الإخوان على ما تقوم به الشرطة من تعذيب واهانة وقتل المصرين “طالما أن الضحية ليس من الإسلاميين” تحت دافع بسط الأمن وأن الضحايا “بلطجية ومأجورين كما قال الرئيس مرسى بنفسة فى خطابة أمام أعضاء الإخوان فى الاتحادية الجمعة الماضية الثورة مستمرة – الشعب يريد إسقاط دولة القمع.
وأضاف في فقرة أخرى :
رغم ضخامة الجرم الذي حدث معي، إلا اننى لا يعنينى الآن سوى الشباب الذي قبض علية وتعرض للتعذيب والسحل والقمع فى شارع مجلس الوزراء تحت مرآى ومسمع من قيادات الداخلية، فى صورة أشبة بما قرأنا وسمعنا عنه ويحدث فى جوانتانمو
كلام المدون
مرعى إثبات على أن مرسي لم يأتي لمنح الشعب المصري الحرية ولا صون كرامته وترسيخ
دولة المؤسات والقانون بل أتى تلبية
لغريزة عند جماعته وهي الوصول إلى السلطة
والحكم وأن هناك تنافر كبير بين مشروع الثورة الهادف إلى انتزاع الحقوق وليس الوصول إلى
السلطة فالصراع اليوم هو بين هاذين المشروعين
.
وهذا ما تحدث
عنه المدون براء أشرف في برنامج جملة مفيدة على قناة MBC مصر حيث قال :
مشروع النهضة هو عبارة عن جلسات نظمها الأخوان في سجون مبارك في منتصف التسعينات بقيادة خيرت الشاطر وكان هدفها وضع مشروع إصلاحي لحكم مصر وهو مشروع خاص بجماعة الإخوان .لكن الجماعة عندما حكمت لم تقدم أحد من الذي وضعوه بعد رفض ترشيح خيرت الشاطر .كذالك لم تقم بتعيين أي منتمي لمشروع الثورة أيضا لم تقم بالاكتفاء بطاقم مشروعها من أجل تطبيقه وعقدت الصفقات مع النظام السابق وقدمت بعض أشخاصه لإدارة مصر -أفراد لا هم من الثوار ولامن الإخوان- . أما مشروع الثورة فهو ذالك الشباب الذي عزف عن الأحزاب لاقتناعه أنها لن تقدم جديدا في ظل حكم مبارك و انتقل إلى التدوين والحركات الاحتجاجية من أجل التغيير الجذري لمصر وهو الذي دعا للخروج في الخامس والعشرين من يناير2011 ولم يلتحق به مشروع النهضة إلا لاحقا.كذلك مشروع النهضة قام بخيانة مشروع الثورة وذلك بدعمه التعديلات الدستورية من أجل أن يكتب لاحقا دستوره بنظرته الأحادية .أيضا خانه بوعده انه لن يقدم مرشحا للرئاسة وقدم أثنين والوقوف مع قتل المتظاهرين وسحلهم.
من خلال ما سبق
نستنتج أن أقوال نبي الثورات جيفارا تصدق في مصر فالثروة سرقت من النبلاء وأصحاب
المشروع الثوري الحقيقي واتخذها الإخوان مطية لتلبية طموحهم للاعتلاء الكرسي وذالك
لكونهم أكثر قوى منظمة في مصر .لكن كلى ثقة أن مشروع الثورة قادر على مقارعتهم حتى يحقق
طموحه بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وذلك عن طريق الوحدة وتجنب التنافر
وتكوين كتلة حرجة قادرة على التأثير ومجابهة مشروع الإخوان...وستظل الثورة في مصر
مستمرة إلى أن تتفتح أزهار الحرية فالشعب يستحق .