بعد تحرك التونسيين من أجل الكرامة والحرية والعدالة الاجتماعية وإسقاطهم لطاغيتهم “بن علي” وسير أشقائهم المصريين على دربهم وخلع بقرتهم الضاحكة “مبارك “.
كان من العادي أن يتحرك البحرينيين المتألمين المقهورين من أجل التغيير في بلادهم
وفي الرابع عشر من فبراير 2011 خرجوا مطالبين بالحرية و الإنعتاق، مطالبين بحياة أفضل كسائر الشعوب العربية الطامحة إلى مستقبل أفضل والتواقة إلى الديمقراطية والكرامة واحترام حقوق الإنسان …
رافضون للذل والتهميش والإقصاء…
خرجوا سلميين مسالمين سبيلهم إلى التغيير،هو” اللاعنف “و”المقاومة المدنية “.
وكان رد نظام “اَل خليفة” أقوى وأشنع من رد “بن على “و “مبارك ”،حيث تفنن في القمع والتنكيل والقتل وانتهاك حقوق الإنسان وبكل برودة.
فقتل الأطفال في عمر الخمسة أيام وقتل الرجال والنساء وشرد العائلاتوروع المدنيين واعتقل (تعسفيا ) أكثر من 1500 مواطنا بحرينيا…وقدم أكثر من” 208″مواطنا بحرينيا للمحاكمات العسكرية.
حتى بلغ به الجرم إلى أن اعتقل أكثر من عشرين طبيبا -فقط لأنهم عالجوا المصابين في المظاهرات السلمية -.
ووثقت أكثر من 1,866 حالة تعذيب منذ قيام الثورة واستهدف أكثر من 90 صحفيا وطرد أكثر من 477 طالبا من الجامعات البحرينية ووضع أزيد من 500من أصحاب الرأي في السجون …
دمر أكثر من 40 مسجدا وهو النظام الذي حكم البحرين أكثر من 228 عاما أذاق شعبها مر العذاب والاحتقار ونهب ثروته…
الأنكى من ذلك أن جيران البحرين من العرب تآمروا مع نظام أل خليفة،من أجل سحق الثورة والثوار في البحرين،حيث أرسلت السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر1500 عسكري –درع الجزيرة-ضمن قوات لخنق ووئد احتجاجات أهل البحرين .
حدث أيضا تجاهل متعمد و ممنهج من قبل وسائل الإعلام العربية لتحركات شعب البحرين من أجل الحرية في حين أنها كان لها دوارا كبيرا في إسقاط بعض الطغاة.
فما سموه ثورة في تونس ومصر و ليبيا واليمن وسوريا، صوروه على أنه اضطرابات على خلفية مذهبية في البحرين، ومحاولات خارجية لزعزعت أمن البحرين والتدخل في شؤونها …
رغم أن الوقائع أثبتت أن ثورة البحرين ثورة حرية وكرامة وليست ثورة حقد وانتقام طائفي .
وحتى على مستوى الشعوب لم يحدث التعاطف المطلوب،حيث عم الوطن العربي سكوت فاضح ومخزي على جرائم الإبادة التي قام بها نظام أل خليفة في البحرين.
فيمكننا القول أن جريمة ثورا البحرين أنهم ثاروا في دولة أكثر من 70%من سكانها يعتنقون المذهب الشيعي …
الواضح أنه في عرف العرب “الجدد” أنه لا يحق لغير“السني” الثورة وطلب الحرية…
ذنبهم أنهم بنجاح ثورتهم ستسقط أنظمة مستبدة تجاورهم .