صورة جمعتني بالمشاركين في قافلة الامل عن مدخل نواكشوط |
أحمد ولد جدو
في الفاتح من
مارس 2012 انطلقت مجموعة من نشطاء مدينة "نواذيبو
"نحو العاصمة الموريتانية نواكشوط في
قافلة حج احتجاجية ...ساروا على الأقدام لأكثر من 470 كلم في جو متقلب كحال الدنيا
ساعة يكون شتاء وأخرى صيفاً في أرض قاحلة شاحبة موحشة ...لا ظل يحميهم من أشعة
الشمس الحارقة نهارا ولا البرد القارس
ليلا ... ساروا وهم يحملون على أكتافهم مطالب سكان مدينة "نواذيبو"
الجميلة ...وكنت أنا أراقب عن كثب ...
أتأمل تلك القصة الخرافية والرحلة
الأسطورية...كنت أكذب نفسي كل حين وأصدقها كلما قطعوا عددا من الكيلمترات ...إلى
أن اتضح لي أنهم صادقون وقادمون إلينا كالفاتحين ...حينها بدأت أفكر كيف يمكنني أن أخدمهم ووصلت إلى أنني يمكنني أن أحاول
إيصال صوتهم وأحكي قصتهم المجنونة وحجهم
الصادق...فبدأت أزورهم في أماكن
توقفهم كلما اقتربوا من نواكشوط أكثر فأكثر وأسمع منهم وأنقل عنهم حتى شعرت أنني
واحد منهم .
أصبحت أجد المتعة
في الكتابة والتغريد عن عملهم الجبار إلى أن وصلوا وأكملوا مشوارهم وحققوا هدفهم
وهو الوصول الى القصر الرئاسي في العاصمة الموريتانية نواكشوط وإيصال مطالبهم يدا
بيد إلى الجنرال محمد ولد عبد العزيز .
وحين حدث ذالك اعتبرت
أن نهاية رحلتهم المجنونة كانت مأساوية
...فهم ذهبوا في رحلة شتاء وصيف و ذاقوا الأمرين ليصلوا ويقابلوا جنرالا انقلابيا لا يهمه
سوى أن ينهب ويسرق ما استطاع من ثروة البلاد ولن يستمع حتى لقصتهم...وقلت
حينها لأحدهم للأسف قطعتم كل هذا الطريق وأنهيتم عملكم الجبار بلقاء جنرال فاسد لا يهمه سوى التقاط صورة معكم ليجمل لها
صورته القبيحة ... فأنتم وللأسف لا تعرفون قدركم ولا مدى تضحيتكم وتميز فعلكم
...وقلت في نفسي سيغازلهم كما يفعل الذئب البشري الذي وجد فريسة يظل يغزلها حتى يقضي وطره منها ويرميها في أقذر الشوارع .
حزني على نهاية
رحلتهم كان في محله فاليوم وبعد ما يزيد على سبعة أشهر من لقائهم للجنرال محمد ولد
عبد العزيز في القصر الرئاسي لم يحقق أي شيء من مطالبهم ..وذالك بحسب شهادة قالها
لي صديقي "أحمد سالم ولد أسويد أحمد
" الذي شارك في تلك الرحلة و قابل الجنرال والتي سأترككم معها الاَن :
كانت قافلة الامل بالنسبة لنا آخر صرخة في وجه من ظلمونا وعاثوا فسادا في مدينة "نواذيبو"ونهبوا ثروات الوطن , وبما ان الرئيس يحمل شعار رئيس الفقراء وكذلك محاربة الفساد فقد ارتأينا نحن ومجموعة من النشطاء تكوين تجمع نشطاء "نواذيبو" لنصرة المظالم وجمعنا كافة المظالم في المدينة وطبعا مظالمنا الشخصية. وفكرنا في الطريقة الامثل لإيصال تلك المظالم للرأي العام الوطني ولرئيس الفقراء و محارب الفساد كما يدعي فأتت الفكرة في خلق نشاط استثنائي يكون الاول من نوعه وطنيا وهو قطع مسافة 470 كلم سيرا على الاقدام من "نواذيبو "صوب القصر الرئاسي .فكانت الانطلاقة في الفاتح من مارس والتقينا الرئيس بعد عشرين يوما من الانطلاق وقد كان اللقاء في جو ودي وناقش معنا جميع الملفات والمظالم والتزم لنا ان كل الملفات ستجد طريقها للحل ...و خرجنا فعلا من عنده متفائلين او شبه متأكدين من الحلول السريعة لمظالمنا ومظالم اهل المدينة وحتى اليوم لم يلتزم بتعهداته لنا وأظن أننا أعطيناه الوقت الكافي للنظر في صحة الملفات ولكنه نسي كل التزاماته.
هنا إنتهى كلام صديقي ولد سويد أحمد وسأبدأ أنا :
لن يلتزم الجنرال بوعوده لهم لأنه دأب على الكذب على الشعب ومحاولة تدجينه بوعود عرقوبية زائفة ... فقصتهم لم تكن أولى
قصص الجنرال مع الكذب على الشعب ولن تكون الأخيرة فكل يوم يتجرع المواطنون من كأس بهتان
وعود الجنرال ...فمنذ قدومه على ظهر دبابة
وإزاحته للرئيس المدني المنتخب وهو يكذب الكذبة تلو الأخرى حتى سقطت كذبته الكبرى
رئيس الفقراء...لكن كما يقال حبل الكذب قصير ولا بد أن يأتي اليوم الذي تنضم فيه الجماهير
المخدرة الصامتة الى القافلة التي تطالب بإسقاطه
وزمرته من العسكر بعد أن تمتلئ نفوسهم من زيف
أقوال الجنرال وتقذف به إلى مزبلة التاريخ كرفاقه السابقين المجاورين
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق