نحلم أحيانا وننساق وراء السراب لتأتي رياح الواقع المثقلة بالهموم وتوقظنا بصفعاتها البائسة وبالأمس كان لي موعد مع تلك الحالة،فقد حاولت تجسيد حلم طالما راودني وهو،دخول فيلم سينمائي موريتاني في دار عرض موريتانية، تحقق الأمر في جانبه الأول، فقد قطعت تذكرة لفيلم تمبكتو الموريتاني ولكن الدار فيها كلام وكلام، المهم، ما إن جلست على المقعد في انتظار العرض حتى جاء وقت تصدير الكهرباء إلى دول الجوار المسكينة وقطعت الكهرباء عن عاصمتنا المسكونة بالايثار وتقديم الاَخرين على نفسها.
انتظرت وعشت حالة من الغضب من الفعل المتخلف والناموس ورجعت لواقعنا الشقي، انتهت المعاناة بعد ساعات وعادت الكهرباء من رحلة التصدير، وبدأ عرض الفيلم، وكان على قدر التوقع بالنسبة لي، فقد سار بي إلى عوالم جميلة من المشاعر الانسانية والصراع بين الحياة والموت، بين الطبيعيين من البشر والمرضى النفسيين، بين الفن والابداع والتخلف، وأكثر ما أعجبني فيه الرمزية السحرية وغياب المباشرة في الطرح ومحاولة مخرجه تقديم صورة بانورمية لحياة الناس في البقعة التي اختار لأحداثه وهي مدينة تمبكتو أثناء سيطرة الجماعات المتطرفة عليها، حيث قام بذلك من دون أن يربكنا بتفاصيل علينا البحث عنها في الأفلام الوثائقية أو الكتب أو التقارير الصحفية، من ضمن المشاهد التي أخذتني، غناء سيدة تتعرض للجلد من قبل الجماعة الإرهابية المتطرفة في الفيلم والطريقة التمثيلية والاخراجية التي ظهر لنا بها المشهد، ومشهد مباراة شباب المدينة بدون كرة قدم بعد أن حرمت فيها تلك اللعبة من قبل شذاذ الاَفاق المسيطرين على المكان، والرقصة التعبيرية التي أداها أحد أفراد الجماعة المتطرفة بجوار المجنونة الأنيقة في الفيلم، ومحاولة المخرج تقديم لمحة انسانية عن المنخرطين في الجماعات الارهابية وأيضا وجود حالة من الفسيفسائية في الفيلم واظهار الجانب الابداعي لثقافات المنطقة المتعددة، عبر رحلات سريعة مع الموسيقي الجملية التي مازلت أتصور كيف لها أن تخرج من مكان وواقع كالذي يظهر في الفيلم؟ّ!.
استمتعت أيضا بأداء الممثلين وقدرتهم الفائقة على التقمص والابداع، وهو أمر لم أستغربه، فمن ضمنهم أصحاب إطلالات عالمية مثل الممثل الفرنسي ذو الأصول العربية أبل جفري الذي شارك سابقا في فيلم اَلام المسيح لميل غيبسون والممثل التونسي هشام يعقوبي، وراقت لي إطلالة الممثل الموريتاني سالم دندو، وكان لإشراف التونسي سفيان الفاني على إدارة تصوير الفيلم دور مهم في ألقه، فالمبدع التونسي سبق وأن أشرف على تصوير الفيلم الفرنسي"حياة أديل"للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش الفائز بالسعفة الذهبية لكان سنة 2013".
باختصار، أعجبني الفيلم كمتلقى وشعرت أنه يتخطى حدود المحلية والمكان ويعالج هما عالميا بأسلوب محكم يستحق الاشادة والولوج إلى المهرجانات الدولية، وهو ماحدث بالفعل، فسبق و دخل في المسابقة الرسمية لمهرجان كان العريق، أما أهل السينما فلهم قطعا نقدهم فهم بالبطع أعلم مني أنا الشغوف فقط، لكن، يظل الواقع صادما وحقيرا، فأنا أشعر بالحنق كلما تذكرت أن مخرج الفيلم هو عبد الرحمن سيساقو، ذلك المبدع الهائم في حالة من التردي تتمثل في كونه إختار أن يصبح مجرد جزء من نظام فاسد يهين الشعب بدل أن يكون مثقفا عضويا يحارب من أجل كرامة شعبه.
استمتعت أيضا بأداء الممثلين وقدرتهم الفائقة على التقمص والابداع، وهو أمر لم أستغربه، فمن ضمنهم أصحاب إطلالات عالمية مثل الممثل الفرنسي ذو الأصول العربية أبل جفري الذي شارك سابقا في فيلم اَلام المسيح لميل غيبسون والممثل التونسي هشام يعقوبي، وراقت لي إطلالة الممثل الموريتاني سالم دندو، وكان لإشراف التونسي سفيان الفاني على إدارة تصوير الفيلم دور مهم في ألقه، فالمبدع التونسي سبق وأن أشرف على تصوير الفيلم الفرنسي"حياة أديل"للمخرج الفرنسي من أصل تونسي عبد اللطيف كشيش الفائز بالسعفة الذهبية لكان سنة 2013".
باختصار، أعجبني الفيلم كمتلقى وشعرت أنه يتخطى حدود المحلية والمكان ويعالج هما عالميا بأسلوب محكم يستحق الاشادة والولوج إلى المهرجانات الدولية، وهو ماحدث بالفعل، فسبق و دخل في المسابقة الرسمية لمهرجان كان العريق، أما أهل السينما فلهم قطعا نقدهم فهم بالبطع أعلم مني أنا الشغوف فقط، لكن، يظل الواقع صادما وحقيرا، فأنا أشعر بالحنق كلما تذكرت أن مخرج الفيلم هو عبد الرحمن سيساقو، ذلك المبدع الهائم في حالة من التردي تتمثل في كونه إختار أن يصبح مجرد جزء من نظام فاسد يهين الشعب بدل أن يكون مثقفا عضويا يحارب من أجل كرامة شعبه.
لقطات من فلم تمبكتو