لمحمد الموريتاني قصص وصولات وجولات وعلاقة سرمدية مع الذل ، والانبطاح والخنوع والنفاق. فهو دائم السكوت وعديم الحركية تجاه كل ما يواجه من نكبات وأزمات، من تزوير للانتخابات وكبت الحريات ، وغلاء الأسعار ..وأكل خيرات بلده وتجويعه وتجهيله واحتقاره، والتسول باسمه لحساب قلة من أصحاب البطون المتخمة.
لكن من هو محمد الموريتاني؟
محمد الموريتاني هو إمام المسجد الذي يبيح لنفسه سرقة الماء والكهرباء ، وهو ذلك الرجل الملتحي الذي يصلي في المسجد، ويكذب ويزني، وإذا تعامل معك نصب عليك.
هو ذلك الشاب الذي يدخل الجيش لا لخدمة الوطن والذود عن حماه، بل للقيام بانقلاب والاستئثار بالحكم . وهو الموظف الذي يبيح لنفسه أكل المال العام.. وهو الموظف نفسه الذي يهرب قبل انتهاء فترة الدوام كما كان يفعل في المدرسة.
وهو الصحفي الذي يتخذ من الابتزاز مصدرا لرزقه ويبتعد عن كل ما يفيد الناس. وهو الشرطي الذي يحمي أماكن البغاء، ويبتز أصحاب السيارات، وهو السائق الذي يعتبر كسر إشارة المرور عملا بطوليا. وهو شيخ القبيلة الذي يتخذ من أصوات أتباعه رأس ماله. وهو النائب المنتخب الذي يدعم الانقلابات ومبدؤه "مات الملك عاش الملك".
هو ذلك الرجل الموقر الذي لا يتورع عن التعري في الشارع، ولا يستحي من تدنيس حائط المسجد ببوله.
هذا هو محمد الموريتاني فإن تغير كان من الممكن أن تتقدم موريتانيا، وإن بقي على حاله ستختفي موريتانيا. فهو عبارة عن حزمة من العادات السيئة والأعمال المتخلفة التي لا تليق بمواطن في القرن الواحد و العشرين ، ولا بمن يدين بالدين الإسلامي، الذي يرسخ المدنية ويعلى من شأن الإنسان ويرفعه عن الأفعال الحيوانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق