الأربعاء، 20 فبراير 2013

كان يومي مغاربيا بامتياز !

عبد الرحمن ودادي وأحمد حيمدان 

إستقظت صباح اليوم الأربعاء 20 فبراير وفي ذهني الذكرى الثانية لخروج الشباب المغربي ضد النظام الملكي وللمطالبة بالديمقراطية والحرية والانعتاق،لذالك كان من الطبيعي أن أذهب إلى صفحة حركة 20 فبرايرعلى موقع التواصل الاجتماعي " فيسبوك" من أجل تتبع أخبار أنشطة الذكرى، لكن أول منشورلفتني لم يكن يخص تلك الذكرى ولم يكن للصفحة، بل هو خبر يفيد بقيام السلطات الجزائرية باعتقال نشطاء من ضمنهم موريتانيين،نسبته الحركة لصفحة "صرخة الشعب المغربي ":
عاجل من الجزائر:في هذه الأثناء تم اعتقال الوفود المتجهة لتأسيس الاتحاد المغاربي لمحاربة البطالة والعمل الهش: وفد تونس وموريتانيا والجزائر والجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب الرفيقين الدهبي لوشاشحة وعماد كابو .من تونس صالح بن عمر و كمال بوصاع و انتصار نفوتي ونعمان بن عمار سهيل العيدوديVia The Screaming of Moroccans
شغلني الخبر لان النشطاء هم أصدقائي أتقاسم معهم الحلم بوطن يحترم فيه المواطن وذكريات نضالية رائعة يعيد إلي تذكرها الأمل في التغيير، وبعد ساعات من الترقب والقلق وصلني خبر أنه تم ترحيلهم إلى موريتانيا،فذهبت إلى مطار نواكشوط رفقة مجموعة من النشطاء الحالمين بغد أفضل من أجل إستقبالهم،والتقيت بالناشط السياسي عبد الرحمن ودادي المرحل رفقة الناشط في حركة 25فبرايرأحمد ولد حيمودان من الجزائر بسبب مشاركة الاثنين في مؤتمر" الاتحاد المغاربي لمحاربة البطالة والعمل الهش".حيث قال لي أن السلطات الجزائرية تعاملت مع المشاركين في المؤتمر بفضفاضة وقسوة.فقد حققت معهم وأبقتهم رهن الاحتجاز مدة ست ساعات قبل أن تأمر بترحيلهم عن الجزائرفي تصرف متخلف إكتشف من خلاله بشاعة النظام الجزائري،وكانت السلطات الجزائرية قد قامت صباح اليوم الأربعاء بتطويق مقر نقابة (مقر SNAPAP)حيث كان من المزمع أن تعقد فيه أشغال المؤتمر،كذالك مقر إقامة ضيوف المؤتمر واعتقلت النشطاء الجزائريين والوفود المشاركة من الدول المغاربية،والمكونة من خمسة تونسيين وثلاثة موريتانيين وثلاثة مغاربة، وفي رد لأحد المشرفين على التنظيم عل تبرير السلطات الجزائرية بمنعه عقد المؤتمر بحجة أنه غير مرخص قال:
"أن هذا المؤتمر يستند على القانون رقم 90-14 المؤرخ 2 حزيران على إجراءات ممارسة الحق في التنظيم."وهم كنقابة نقابة مستقلة، يحكمها قانون 90-14. ليسوا مطالبين بأخذ إذن".
وجاء عقد هذا المؤتمر بعد الاجتماع الذي عقد بين منظمات المجتمع المدني في البلدان الأربعة في المغرب العربي في المنستير، تونس، يوليو 2012،أثناء الأعمال التحضيرية للمنتدى الاجتماعي العالمي ليكون "أساس لبناء علاقة بين الشعوب المغاربية تمكن من توحيد الجهود لضمان حياة كريمة.
قصة منع الأمن الجزائري لعقد هذا المؤتمر ذكرتني بعبوري بمطار الجزائر العاصمة حيث لفت انتباهي بحث العامل عن الكتب في حقيبتي وسؤاله عنها وعن مؤلفها،ساعتها قلت في نفسي مازالوا يخافون الكتب ويحاربون الأفكار...تبا لهم...كم أتمنى أن يمر الربيع العربي على بلادهم ويسقط هذا النظام المتعجرف...كم أتمنى أن يحظى هذا الشعب العظيم بحكومة تحترمه وتصون كرامته.كذالك جعلتني أتحفز أكثر من أجل العمل على إسقاط النظام العسكري في بلادي فأي دقيقة يعيشها تعد خطرا يهدد وطني.فالعسكر وحكمهم سرطان يظل ينخر في جسد الدول حتى يقضي عليها.
أهدي هذه التدوينة لكل النشطاء المغاربيين الحالمين بالتغيير والديمقراطية !!



الجمعة، 15 فبراير 2013

مسعود ..فاتك القطار !


أطل علينا مساء يوم الاثنين 11 فبراير السياسي مسعود ولد بخير من قصر المؤتمرات في ظهور مسرحي لابساً عباءة الحكيم والملاك المخلص، فأزبد وأرغد وطالب الجميع بإنقاذ موريتانيا وهضم الذات ،وأعلن الرجل عن مبادرته وتصوره لحل الأزمة الراهنة  .
فكان رد المعارضة سريعا وقاسياً بعيداً كل البعد عن روح شباط، فقد صرح بعض قادتها الذين حضروا العرض أن مبادرة مسعود تعد اعترافاً بان الحوار الذي شارك فيه وطبل لنتائجه كان مجرد خوار ولم يحل الأزمة.أما الجنرال عزيز فلم يعلق على ظهور مسعود فيبدو أن أداءه لم يعجبه وينتظر منه تطويره،وبدوره قام الشباب الموريتاني الطامح إلى الدولة المدنية وإسقاط حكم العسكر بتجاهل مبادرة مسعود والإعلان عن خروجه في الخامس والعشرين من فبراير لإحياء الذكرى الثانية لخروجه الأول، وكتابة سطور جديدة في ملحمته التي بدأ قبل عامين وفرض خياره عن طريق المقاومة المدنية السلمية .
مبادرة مسعود والمعارضة
لم تخرج مبادرة مسعود عن إطار محاولة من الرجل الى رمي طوق نجاة للجنرال محمد ولدعبد العزيز وبالتالي الحكم العسكري،فلم تضع في الحسبان أن الجنرال جزء من المشكل وليس الحل، فالمبادرة لم تتحدث عن رحيله ولا عن وضع حد للحكم العسكري في موريتانيا .لذالك فان المعارضة الموريتانية المستهدفة بهذه المبادرة والتي جربت كذب الجنرال وتنكره للمعاهدات في أكثر من مناسبة لن تستطيع الانخراط في هذه المبادرة لان ذالك يعد بمثابة الانتحار السياسي لها، فهي اليوم تدفع ثمن قبولها لاتفاق دكار وسقوطها في فخ منح الشرعية السياسية لجنرال انقلابي لا عهد له.خاصة أنها قطعت معه كل حبال الثقة ورفعت في وجهه شعار "إرحل " قبل سنة وتراجعها عن هذا الشعار يعد سقوطا أخلاقيا وعدم استفادة من دروس الماضي وسيؤدي إلى قصم ظهر تحالفها.لذالك فانه من المرجع أن لا تجد مبادرة مسعود أي تجاوب من المعارضة الأمر الذي بدأت تظهر تجلياته، فقد أعلن حزب( التكتل )أحد أهم أطيافها عن الخروج في الخامس والعشرين من فبراير ذالك التاريخ المرتبط بالربيع العربي في موريتانيا .
مبادرة مسعود وشباب التغيير
مخطئ من يروج أن موريتانيا لم تتأثر برياح الربيع العربي، فتلك الرياح المقدسة وجدت مكاناً لها في صدور وعقول الشباب الموريتاني وخرج قبل عامين بفكر وروح ذالك الربيع ...
استخدم نفس أساليب ذالك الشباب وحمل نفس الروح والأهداف والشعارات والأحلام ،لذالك فهذا الشباب لا يرى أن مبادرات من قبيل مبادرة مسعود فيها شيء يثير الاهتمام ،فليس لديه وقت لمناقشة أنصاف الحلول والمهدءات، ومنح الفرص للأنظمة القمعية، بل يرى أن الدخول في أي حوار مع النظام العسكري في موريتانيا يعد خيانة لدماء العمال والمحتجين وللشعب المقهور وللوطن،ومقتنع أنه لا سبيل لتحقيق حلمه سوى الخروج إلى الشارع والمقاومة المدنية.
فطموحه ليس الوصول إلى كرسي الحكم بل هو إسقاط نظام يرى أنه خطر على بقاء الدولة .
لذالك فمبادرة مسعود لن تستطيع التأثير في المشهد الموريتاني ولا المستهدفين لأنها لم تقدم جديدً وهي مجرد نسخة مشوهة لاتفاق دكار ولا تراعي تطورات المرحلة، إذن "العيطة كبيرة والميت فأر "!!.

الخميس، 24 يناير 2013

فرنسا ترعى القتل العنصري في مالي

صورة لجندي فرنسي يرتدي قناع الموت في مالي
الاتحاد الدولي لحقوق الإنسان: الجيش المالي قام بتصفية  11عربيا في معسكر للجيش ودفن 20 جثة على عجل في سفاري ،"لوموند" و"لكسبرس" الفرنسيتان: قوات الأمن المالية ارتكبت مجازر ضد العرب والطوارق ، هيومن رايتس ووتش اتهمت الجيش المالي بارتكاب انتهاكات بحق العرب والطوارق بالشمال ، فرنسا قررت تسليم “أزواد” إلى “مالي” “نهائيا”، إعدامات بداعي الثأر في مناطق استعادها الجيش المالي ،هذه هي عناوين حرب مالي البارزة .
تطهير عرقي وقتل على البشرة وجيش يمارس عنصريته المقيتة برعاية فرنسية وتحت شعار محاربة الإرهاب والتطرف وعدم اعتراف بمطالب شعب يحلم بالاستقلال.عناوين تبرهن على وقوع فرنسا في الفخ وعدم تحضيرها لهذه الحرب وسقوطها سقوطا أخلاقيا مدويا، ففرنسا تعرف المنطقة وتعددها العرقي وتعرف الجيش المالي وعنصريته وعدم مسؤوليته،وأنه إن ترك له المجال سيفتك بالأزوادين فتلك هواية يعشقها.
كأن التاريخ يعيد نفسه من جديد فقد رصت نفس الحروف ونشرت نفس الجمل من قبل،فهذه العناوين مجرد إعادة لتجربة سبق وأن عاشها الشعب الأزوادي فمنذ أن سلمت فرنسا أزودا لباماكو و الأزواديون يعانون شتى ويلات القمع والاضطهاد، وقد كتبت هذه العناوين من قبل وستكتب لاحقا إن ترك العنان للجيش المالي في أرض أزواد ،فمثلا كتبت جريدة الفجر سنة 20-09-1990مذكرة إخبارية تحدثت فيها عن عمليات قتل ونهب تعرض لها الطوارق والعرب :
يمكن اختصار الحالة المأساوية التي تعيشها “أزواد”" المنطقة الشمالية لمالي حاليا” منذ أسابيع كالتالي: -أواخر فبراير1991 قامت عصابات من المدنيين المدربين من طرف عناصر الجيش المالي بالهجوم على دكاكين التجار “المور” والطوارق بمدينة غاو وقاموا بنهبها واكتساحها ممّا تسبب في حالة هلع وهروب عشوائي تسبب في وفاة وجرح عشرات الأشخاص وجميعهم من” المور” والطوارق-20مايو1991 عمليات نهب كلي لدكاكين التجار الطوارق في مدينة تينبكتو وإيقاف أكثر من مائة مدني بنفس المدينة ،فارق أكثر من عشرة أشخاص الحياة بعد أيام من الإيقاف بسبب أعمال التعذيب التي تعرضوا لها.20مايو1991 قامت وحدة عسكرية مالية بقيادة النقيب “كوني” بقتل 90 مدني من” المور والطوارق في محلة ليرى الصغيرة-29مايو1991 قامت مدرعات تابعة للجيش المالي بقصف عشوائي استهدف الآبار المعروفة بآغمايمين وآرزبك والموجودة على مقربة من محلة “لرنب” فقتلت وبدون أدنى تميز بشرا وحيوانات.هذا في أزواد ناهيك عن أعمال التعذيب التي مورست في”سيفاري”و”موبتي” وفي مدن أخرى ضد السكان” المور “و الطوارق وهي حصيلة شهرين من القتل الذي مارسه نظام حكم عساكر موسى تراوري. وفي الوقت الراهن ووفقا لكل المصادر التي لدينا فأنه يبدو أن هناك مذبحة موجهة ضد “المور “والطوارق في أزواد قد تم الإعداد لها،وان ما يحدث منذ ثمانية أسابيع ليس إلا البداية.
كذالك تحدث مجلة مجلة لوبوان 17 غشت 1990 عن قيام الجيش المالي بإعدامات لمجموعة من الطوارق العرب:
مالا يقل عن29 شخصا من الطوارق من بينهم الأسماء التالية قد تم إعدامهم في الفترة الأخيرة بطريقة تعسفية في شمال شرق مالي، وهولاء هم الذين ذكر أنهم قتلوا:أحمد أغ مخاخا زعيم مجموعة من الطوارق بايشادانهارن،ويبلغ من العمر80سنة،وتم إعدامه في ميناكايوسف أغ دان دان عضو حزب السلطة بقيدارمين واعدم هو أيضا في ميناكابشار أغ خامدين طفل يبلغ من العمر 10سنوات أعدم بمحلة تامنسيا، هذا بالاضافة27 شخصا من الطوارق:حسان أغ محمد ميكانيكي أعدم بغاو،انتيادين أغ أبوبكر أعدم في كيدال ،سيد أحمد أغ أونانا أعدم في تيناسّاكو دائرة كيدال,وقد تمت الإعدامات أمام العموم من طرف فرقة الإعدام العسكرية ،ويبدو أنذلك قد تم دون محاكمة،وتدعو منظمة العفو الدولية الحكومة المالية إلى اتخاذ الإجراءات والتدابير العاجلة لإيقاف هذه المجازر غير الشرعية من طرف قوات الأمن ،ومن ثم التأكيد علنا أن المسئولين عن هذه الإعدامات المتعسفة والانتهاكات لحقوق الإنسان سيقدمون إلى العدالة.
أما مجلة جون أفريك في عددها 1602 من 11الى 17 سبتمبر 19991 فقد تحدثت عن أولى ثورات شعب أزواد وعن قيام فرنسا بتقديم أزواد للماليين دون إشاراك شعبه في تلك القضية وإجهاض ثورته سنة 1963 بمساعدة الجزائر والمغرب  :
يعود تاريخ الثورة الأولى لرجال الزرق ضد القوات الفرنسية إلى بداية هذا القرن. ولقد سحقت هذه الثورة خلال سنتين ثم ترك الفرنسيون المهارة الطيعة الى ترحالها, وقد عمدوا بدل ذلك إلى تشجيع الخلافات بين الطوارق ولم يقوموا بأي رد فعل إزاء رفض الطوارق التعليم،ودون أن ينتبهوا وقع الرحل في الشرك وظلوا كذلك ولقد ذهب بهم الأمر إلى أن ينظروا إلى حروب التحرير باستغراب وحذر, ولقد كانت النتيجة أن عمليات الاستقلال والتقسيم الحدودي لأفقهم قد تمت بدونهم وضدهم فعندما تفجرت ثورة الطوارق الثانية سنة 1963 في مالي لم يساندهم أحد بل ذهبت الجزائر والمغرب إلى حد تسليم قادتهم إلى مودبوكيتا ليسجنهم وهذا من شانه أن يبين الحذر وسوء التفاهم بين هؤلاء البدو البر بر وعرب الشمال كانا وسيظلان يمثلان في عمقهما ما بينهم وبين الشعوب الساحلية في الجنوب.
هذه العناوين المفعمة بالعنصرية والكراهية هي نتاج طبيعي لخطاب عنصري يبث داخل مالي بواسطة حركة تدعى(غندغوي) ،حركة قومية عنصرية يتهم الجيش المالي بتأسيسها وتحظى بدعم  كبار ضباط الجيش المالي خاصة توماني توري الذي أطيح به مؤخرا في انقلاب عسكري حتى أن بعض ضباط الجيش المالي منضوون تحت لوائها أبرزهم همادهمان كيتا أحد أهم الرجال في الجيش المالي، والذي يقود الجناح العسكري التابع للحركة.
 ترفع هذه الحركة شعارات تطالب تطهير مالي من الطوارق ووضع حد لتواجدهم وذالك حسب ما أعلنت منذ نشأتها من خلال نشرتها "صوت الشمال" :

أن أول موقف تتوجه به إلى أهل شمال مالي (( المناطق التي يقطنها الطوارق )) هو أن يعمل الجميع (( إي السود )) على القضاء على المتمردين واللصوص المسلحين .إن شعوب الشمال ((الطوارق )) شعوب تائهة لا موطن لها ولا دول ، فهم جسم أجنبي في التنظيم الاجتماعي في مالي ولهذا لا بد من دكهم لتطهير مدننا وقرانا من وجودهم .أيها الشعب لننظم أنفسنا ونتسلح استعدادا للمعركة الكبرى لا بدا لنا من أن نجد حالة من الأمن  في كل مكانإن حركة غندغوي هي الحركة والثورة التي ستجر معها (( البدو )) أي عني الطوارق .يا (( سركولي )) ميورو ويا (( فلان )) تنكو ويا (( سنغاي )) تينبكتو وغاوا (( نداء لقبائل الشمال من غير الطوارق والعرب ، اعملوا شبكة كثيفة وسلحوا أنفسكم .إن حل الشمال (( قضية الطوارق )) ليس في المناقشات السياسية بل في حقائق الميدان ، اهجموا على المتمردين اللصوص هذا هو القانون (( وهذه هي )) الديمقراطية .علينا توفير المال والعتاد للجيش .الطوارق البيض ليسوا إخواننا وعلينا أن نتفادى فرض الحل الطارقي .
إذن المعضلة هي تجذر الفكر العنصري في مالي  وقوة صوت اليمين المتطرف ورعايته من طرف الجيش ،لذالك المعاناة  تتجدد والدماء تسيل كل حين والعناوين والأحداث تتكرر، والسبب أن فرنسا مازالت تصر على الوقوف بجانب الجيش المالي العنصري وتجاهل مطالب الشعب الأزوادي وذالك ما أكده  الديبلوماسي الأبرز في حركة تحريرأزواد المكلف بالعلاقات الخارجية حاما أق محمود في تصريح لموقع الحدث الأزوادي حيث قال :
“إن فرنسا أبلغته عن طريق مسئول رفيع نيتها استعادة كامل الوحدة الترابية لمالي، وتسليم “إقليم أزواد” إلى مالي بشكل نهائي وقاطع”.
وأضاف :
“أن فرنسا قررت استبعاد الطوارق من المشاركة في عملياتها ضد الجماعات الجهادية”، واصفا هذا التوجه من فرنسا بأنه خرق لتعهداتها السابقة التي التزمت فيها بعدم خوض أية حرب إلا بعد التنسيق مع الحركة الوطنية، وبعد تسوية الملفات السياسية العالقة بين الحركة ومالي.
لذالك فالشعب الفرنسي مطالب اليوم بالوقوف ضد سياسات حكومته والاحتجاج عليها من أجل اتخاذ إجراءات لوقف عمليات التطهير التي يقوم بها الجيش المالي ضد سكان أزواد ووضع حد لمأساته .


تنويه :الاقتباسات عن الجرائد والصحف أخذتها من موقع  "تاولت "الذي يجمع مجموعة من التقارير الصحفية عن جرائم الجيش المالي ضد الأزواديين في رابط واحد  
@ahmedj_85

الاثنين، 14 يناير 2013

مالي:الحرب الماحقة


أحمد جدو
بدأت فرنسا حملتها في مالي ودس أنفها في شؤون مستعمرتها السابقة متعذرة بمحاربة "القوى الإسلامية المتطرفة" وضرورة وضع حد لسطوتها في مالي...خططت وأرست القواعد والجنود وقررت القصف ومطاردة هذه الجماعات,قتلت إلى حد الآن العشرات من عناصر" أنصار الدين" وقصفت بعض خزانات وقودها وقال الجيش المالي أنه استعاد السيطرة على بعض المدن ... أعلنت فرنسا أنها لن تتعدى الجنوب المالي وليس من ضمن مخططاتها التوجه إلى الشمال إنما ستمهد للقوات الأفريقية للقيام بتلك المهمة وتحرير الشمال من قبضة" الجماعات الإسلامية" المتطرفة وفعلا بدأت بعض الدول الإفريقية بإرسال قوات إلى مالي لكن يبقى إعلان فرنسا مجرد وعد وتظل هناك حقيقة أنها دخلت من دون غطاء دولي شرعي.من ناحيتها   قامت عناصر “أنصارالدين” بقتل طيار فرنسي وعشرات الجنود الماليين وإسقاط طائرات لفرنسا وقالت أنها سيطرت على مدن جديدة .وقالت  "هيومن رايتس ووتش " إنه قتل عشرات المدنيين، خلال اليومين الأولين من هذه الحرب.  هي الحرب إذن حيث الكر والفر... حرب بين العصابات والجيوش... حرب  يري أحد أطرافها أن مصيره الجنة...معركة بين قوى أجنبية استعمرت تلك الأرض في السابق وبعض السكان المحليين المتطرفين...صراعا قوض مشروع وحلم شعب ينتظر الاستقلال أزمة قد تمتد تأثيراتها إلى دول الجوار .
خلفية عن المعركة وساحتها
الهجمات الفرنسية التي بدأت هذه الأيام ماهي إلا مقدمة لحرب تحرير شمال مالي  أي أزواد وأهم مدن هذا الإقليم هي :
العاصمة" قاوو "والعاصمة الثقافية "تمبكتو" و"كيدال " وتبلغ مساحة  الإقليم  822000 كلمترمربع ، أي ما يعادل مساحة فرنسا وبلجيكا وأغلب سكانها من الطوارق مع وجود للمكون العربي والزنجي .أرض أزواد قامت فيها عدة ثورات من أجل الاستقلال ورفض التهميش وقمع الجيش المالي .بدأت بثورة 1963 والتي واجهها  الرئيس المالي آنذاك (مديبو كيتا) بالقمع الشديد والتنكيل وعمليات الإبادة .كذالك ضربت هذه الأرض موجة جفاف عام 1973 تسببت في نزوح جماعي منها .أيضا قامت فيها ثورة عام 1990 قادها "إياد أغ غالي "بذل فيها شعب أزواد الغالي والنفيس وضحى فيها تضحيات جسام وانتهت باتفاق سلام يتم بموجبه  حكم أزواد بمركزية أقل وتنمية المنطقة لكن ذالك بقي مجرد وعد وفي سنة 2006 تحرك كذالك الأزواديون  وفشلوا في تحقيق  حلمهم .أما بداية الأزمة الحالية بدأت مع تهاوي نظام القذافي حيث قام بعض المقاتلين الأزواديين ضمن قوات جيش القذافي بالخروج من ليبيا حاملين معهم سلاحهم وعتادهم وتوجوا إلى مالي وخططوا مع أطراف أزوا دية أخرى من أجل السيطرة على الشمال المالي وإسقاط سلطة بامكو  وإنضمت لهم بعض العناصر من الأزواديين المنضويين تحت لواء الجيش المالي ونجحوا في مسعاهم .لكن هذه القوى اختلفت في مابعد فحركة تحرير أزواد اعلنت الإستقلال وانصار الدين أعلنوا تطبيق الشريعة .هذه القوى الازوادية كذالك تلقت الدعم من قبل بعض القوى المتطرفة مثل التوحيد والجهاد قامت هي الأخرى بالإعلان إمارتها الإسلامية خارج نطاق حكم الدولة الأزوادية التي أعلنت حركة تحرير أزواد استقلالها وبدأت تطبيق "الشريعة الإسلامية "من وجهة نظرها مثل تقطيع الأيادي وتحريم التلفزيون وكل أمور الحداثة وانقلبت على حلم الشعب الأزاودي في دولة مستقلة الذي بدأت أولى تجلياته مع إعلان حركة تحرير أزواد.تلك الحركات التي يرى الكثيرين أن  السبب وراء انتشارها في الشمال المالي هو عدم وجود تنمية حقيقية فيه وتركه مكانا خارج نطاق الزمن والوقوف ضد قيام دولة مستقلة لشعب أزواد في أرضه.فمالي لم تستطع يوما السيطرة على الشمال  ولم تقم بتنميته  بل تركته مكانا للمجرمين وتجار المخدرات الذي يرتبطون بعلاقات وطيدة مع حكامها والمتطرفين وكان هدفها الأسمى هو قمع انتفاضات شعب أزاود.

لا رابح في الحرب
يمكن القول أن فرنسا قد أدخلت نفسها في مأزق ووحل شديد الصعوبة وذالك بقرارها التدخل في دولة لا جيش لها ولا حكومة...دولة مؤسساتها منهارة تحكمها عناصر عسكرية انقلابية  .بدأت حربا في منطقة يحلم شعبها بالاستقلال .صحيح أن (حركة أنصار الدين) متطرفة إلا أنها تختلف عن القاعدة فهم أصحاب أرض وأبناء بيئة وليسوا مقاتلون قادمون من بلاد أخرى و يقودهم أحد أهم الشخصيات النافذة في منطقة أزواد وهو (إياد أغ غالي ) ابن المنطقة وإحدى اكبر قبائل أزواد والذي يرتبط بتحالفات قوية مع بقية القبائل الطارقية والعربية الموجودة في أزواد طبعا هناك  تواجد للقاعدة في المنطق ولها كلمة لكن ليس بحجم جناح أنصار الدين.
ستظل فرنسا  تقصف وتدمر وتقتل ويقتل من جنودها ويسقط من طائراتها دون جدوى قد تساعد الجيش المالي في استعادة مدن أكثر... ذالك الجيش الذي يكن له سكان منطقة أزواد شديد الكره لما أذاقهم طوال سنين من مر العذاب وعمليات الإبادة والتطهير العرقي.لكن فرنسا لن تستطيع حسم المعركة لأن المقاتلين يعرفون المنطقة وأبنائها كذالك يعتبرون أن حربهم مقدسة لان مصير الميت فيها حسب اعتقادهم هو "الجنة" ومن جهة أخرى يعرفون أن الهزيمة تعني نهايتهم ففرنسا لن ترحمهم وسيبدأ توافد المقاتلين من كل بقاع الأرض للوقوف في وجه التدخل "الصليبي الفرنسي" في مالي والترويج أن مالي أصبحت "منطقة جهاد"...ستتحول المنطقة إلى أفغانستان جديدة وقد تمتد المعركة إلى بقية دول الجوار وحدوث الكارثة الكبرى وهى تحول منطقة إفريقيا جنوب الصحراء إلى منطقة نزاع دائم مثل ما حدث في الأزمة الأفغانية التي لم تستطع فيها الولايات المتحدة الأمريكية الحسم إلى الآن وأسقطت دولة باكستان القوية والتي لإمكان لحدوث أي مقارنة بينها وبين أي دولة من الدول المحاذية لمالي...فالجيوش لاستطيع هزم العصابات المسلحة ذات البعد العقائدي أو الأيديولوجي.

نحن  وحرب مالي
سيكون لحرب مالي بالتأكيد تأثير  قوى على موريتانيا وذالك لكونها إحدى دول الجوار التي ترتبط بحدود برية شاسعة مترامية الأطراف مع مالي خاصة منطقة الشمال ...فالشمال المالي هو العمق الشرقي لموريتانيا.كذالك يرتبط الشعبان  بعلاقات وثيقة علاقات تجارية وعرقية...فالعربي في أزواد له قريب في موريتانيا كذالك الزنجي في باماكو.الحرب تعني تشرد الآلاف والهجرات الجماعية وموريتانيا ستكون هي الوجهة الأولى للمتضررين  من الحرب خاصة أن ليبيا تشهد الآن فترة انتقالية بعد سقوط الطاغية القذافي يتهم الفاعلون فيها بعض الأزواديين بالقتال بجانب القذافي وليبيا كانت أهم وجهات النازحين من شعب الطوارق أيام قمع الجيش المالي لهم .نزوح شعب أزواد إلى موريتانيا فعلا بدأ في الأيام الأولى من تحركات  العام الماضي  التي قامت بها حركة تحرير أزود والقوى المتطرفة من أجل  إسقاط سيطرة الجيش المالي على الشمال.
فقد جاء إلى موريتانيا ألاف الأزواديين ونصبت لهم مخيمات في الشرق الموريتاني ومع بداية التدخل الفرنسي ستتزايد الأعداد النازحة إلى موريتانيا.سيؤدي هذا النزوح إلى ضغط كبير على موريتانيا التي يعاني شعبها  الفقر وسوء التسيير...فهموم الشعب الأزوادي ستنتقل إلى شعب رغم غناء دولته يرزح تحت نير العوز- مثلا قام بعض سكان مدينة باسكنو الموريتانية حيث يوجد  مخيم للنازحين الأزوادين بالتسجيل في مخيمات الإيواء الأزوادية من أجل أخذ المساعدات التي تعطيها هيئات الإغاثة الدولية وذالك لفقرهم ولتضررهم من الحرب.فاللاجئون الازواديون لن يجدوا أمامهم نظام جاهز لاستيعاب أزمتهم خاصة إن تضاعف عددهم وسيتقاسمون مع الشعب الموريتاني المعاناة والذل إلا إذا قامت هيئات الإغاثة الدولية بدور جبار لعدم حدوث كارثة إنسانية في مخيمات اللاجئين الأزوادين.كذالك فرنسا ستحتاج جهود موريتانيا في معركتها ضد" أنصار الدين "ستحتاج جيشها وأرضها لأن تكلفة الصراع مع العصابات المسلحة ستكون باهظة وفرنسا تنظر لموريتانيا كما تنظر أمريكا لباكستان في حربها مع طالبان وحين يذعن الرئيس الموريتاني لإرادة فرنسا ولو بمجرد تقديم دعم لوجسيتي بسيط  ستكون موريتانيا هدفا لهجمات انتقامية من أنصارا لدين والقاعدة.كذالك السكان المحليون الرافضون  للتدخل الفرنسي في مالي وقد تكلف الرئيس كرسيه بفقدانه ولاء جنرالات الجيش لكون الجيش الموريتاني غير قادر على حرب هذه الأيام فهو في حالة من الضعف تجعله عاجز عن خوض أي حرب خاصة إن كانت خارج الحدود.
مشاركة موريتانيا في الحرب ستحدث حالة من الغضب الشعبي وذالك لكون فرنسا هي من يقود هذه الحرب وتتدخل بجنودها وافتقادها للشرعية الدولية وهذا ما يعتبره الكثيرون غزوا أجنبيا وطمعا فرنسيا في السيطرة على المنطقة كذالك يعتبر أغلب الموريتانيين هذه الحرب "حرب بين كافرين "ولا تخصهم. يمكن أن نستشف  من خلال المعطيات السابقة أن هذه الحرب لن تؤدي إلى الاستقرار المنشود في المنطقة ولن تقضي على التطرف وسطوة الجماعات المتطرفة بل ستحول المنطقة إلى ساحة حرب مستمرة و أن المنطقة تكتوي بنار عدم السماح للشعب الأزوادي بتقرير مصيره وتأسيس دولة في أرضه الذي عاش فيها طوال قرون...وطن  تصان فيه كرامته ويحفظ فيه هويته فلعنة الوقوف في وجه إرادته ستظل تطارد المنطقة.كذالك غياب التنمية في تلك المنطقة وجعلها ملجأ مناسباً لكل فار من العدالة ومتاجر بالمخدرات كذالك الجهاديين المتطرفين ويمكن الجزم أنه لن يخرج أي الأطراف منتصرا في هذه الحرب.

الأربعاء، 19 ديسمبر 2012

سوريا :الحرية لباسل خرطبيل


باسل خرطبيل (الصورة من ويكبيديا)
رغم أنني لم أقابلك ولم أتحدث معك و أقطن في مكان جد بعيد عن وطنك المختطف سوريا إلا أنني أشعر أننا اخوة تربطنا علاقة البحث عن الحرية والإنعتاق... علاقة  التوق إلى عالم أفضل تقدس فيه الحريات ويكرم فيه الإنسان... فأنت كنت  تصارع منذ زمن من أجل إنترنت حر متاح للجميع، ومن اجل وطن تسود فيه قيم الإنسانية والعدالة... فقد تطوعت وناضلت من أجل هدفك السامي... لذلك أنت تدفع اليوم الثمن وتعيش وراء قضبان سجون نظام قرر إبادة شعبه لأنه طالب بوطن تحمى فيه الحريات وتصان فيه كرامة الإنسان... نظام يعادي الأنترنت ويعشق الظلام... تعيش محروماً من رؤية أهلك وخطيبتك التي كنت تنتظر الزواج بها في نيسان، ولكوني إنسان،  فأنا أتضامن معك وأتألم لأجلك ولأجل شعبك و أدعوا كل من ينبض قلبه ويؤمن بقيم الحرية للتضامن معك والتوقيع على رسالة حملة إطلاق سراحك، وأقولها مدوية وبكل جوارحي الحرية لباسل FREEBASSEL#  :

في الـ 15 من آذار 2012 اعتقل باسل خرطبيل ضمن حملة اعتقالات في منطقة المزة, دمشق. لم تتلق عائلته منذ ذلك الحين أي توضيح رسمي لسبب اعتقاله كما أنها لم تتلق أي معلومات حول مكان تواجده. مع ذلك, حصلت عائلته على معلومات من معتقلين تم الافراج عنهم مؤخرا من فرع كفرسوسة أن باسل معتقل في ذالك الفرع الأمني.باسل خرطبيل ذو الـ 31 عاما, فلسطيني سوري مهندس حاسوب محترم ومتخصص في مجال تطوير البرمجيات مفتوحة المصدر, ذات النمط من البرمجيات التي بنيت عليها الانترنت. بدأ مسيرته المهنية منذ عشر سنوات في سوريا, حيث عمل كمدير تقني لعدد من الشركات المحلية في مشاريع ثقافية مثل مشروع ترميم تدمر وأيضا كمجلة Forward Syria.منذ ذلك الحين, باسل أصبح معروفا عالميا لالتزامه تجاه ابقاء الأنترنت متاحة للجميع, ولتعليمه غيره عن التكنولوجيا, ولمشاركته خبراته من دون مقابل لمساعدة العالم. باسل مدير مشروع لنظام برمجي مفتوح المصدر لتطبيقات الويب يدعى Aiki Framework. بالإضافة لذلك فهو معروف ضمن المجموعات التقنية على الانترنت كمتطوع متفاني ضمن مجموعة من مشاريع الانترنت الأساسية مثل: Creative Commons (www.creativecommons.org), Mozilla Firefox (www.mozilla.org), Wikipedia (www.wikipedia.org), Open Clip Art Library (www.openclipart.org), Fabricatorz (www.fabricatorz.com), and Sharism (www.sharism.org).منذ اعتقاله, توقف عمل باسل التطوعي ذو القيمة العالية جدا, في سوريا وحول العالم. غيابه صعب خاصة بالنسبة المجموعات التي تعتمد عليه. بالإضافة لذلك فإن حياة عائلته وأيضا خطيبته التي كان من المفترض أن يعقد قرانه عليها في نيسان, قد توقفت.باسل خرطبيل اعتقل لما يقارب أربعة أشهر بشكل غير عادل, بدون محاكمة وحتى بدون تهمة.نحن الموقعون أدناه من حملةFREEBASSEL#, نطالب بمعلومات كاملة حول ظروف اعتقاله حالته الصحية والنفسية.ندعو الحكومة السورية إلى اطلاق سراح ابن المجتمع, الولد لأمه وأبيه, الزوج قريبا, والمهندس المعروف باسل خرطبيل بدون تأخير.

السبت، 15 ديسمبر 2012

التدوين هو التفكير من خارج الصندوق


بدأت قصتي  مع التدوين في سنة 2006 عبر مدونتي (يا عرب ) على موقع  مكتوب وذلك بعد إعجابي بالحراك  التدويني المصري الذي بدأت إرهاصاته في 2004 .حيث خلق المدونون المصريون حالة رائعة من الرفض والاحتجاج الالكتروني خاصة ضد مشروع التوريث .فقد كنت أراقب مايكت المدونين المصريين من أمثال  وائل عباس عبر مدونته الوعي المصري كذلك مدونة منال وعلاء وازداد إعجاب بهم حين أصبحوا قوة مؤثرة وفرضوا على النظام المصري رفع سقف الحرية وعدم اهتمامهم لما يتعرضون له من إعتقالات ومواصلتهم لكشف فساد نظام مبارك.حينها تأكدت أن التدوين هو مفتاح التغيير في العالم العربي وأننا في موريتانيا بحاجة له أكثر من أي بقعة أخرى  فزمن الصحافة التقليدية النمطية قد ولى وقد تفاجأة في بداية بالتفاعل مع مدونتي وحجم زيارتها وإقبال الموريتانيين على هذا العالم الجديد الجميل  واليوم سأكتب عنه في محاولة لتوضيح بعض المفاهيم وعرض مفهومي للتدوين .
المدونة والتدوينة والتغريدة:
بعد الربيع العربي أصبح التدوين أكثر شهرة كذلك المدونيين لكن مازال هناك خلط ولبس في هذا العالم فكل من يشخبط على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك " أصبح ينادى بالمدون حتى إن لم يكن يفقه شي في هذا العالم .لاحظت أيضا أن العاملين في قطاع الصحافة في موريتانيا لا يفرقون بين التدوينة والتغريدة وهنا سأشارككم بعض التعريفات للمدونة وللتدوين .وسأحاول توضيح  الفرق بين التغريدة والتدوينة. فعن ماهية المدونة كتبت شيماء إسماعيل عباس إسماعيل الباحثة في قسم المكتبات والوثائق والمعلومات، كلية الآداب - جامعة القاهرة وذالك في دراسة لها عن المدونات المصرية  نشرت في دورية 
journal.cybrarians"
" :
تستخدم كلمة " مدونة " العربية كمقابل للكلمة الإنجليزية(blog) وهي اختصار لكلمتي Web log والتي تعني سجل الشبكة[3] "وقد اشتقت الكلمة من فعل دون، تدوين، مدونة ليصبح اسم الفاعل منها مدون"[4]، وهناك العديد من التسميات التي استخدمت كمقابل لكلمة (blog) منها: البلوجز، البلوغز، المذاكرات الإلكترونية، المدونات الشخصية، يوميات الإنترنت، السجل الشخصي، المعارضة الإلكترونية، الصحافة الإلكترونية .. وغيرها الكثير من التعريبات التي وردت في كتابات المؤلفين العرب عن المدونات الإلكترونية، إلا أن "مدونة" هو التعريب الأكثر قبولاً وانتشاراً واستخداماً لهذه الكلمة حتى الآن[5].    ذلك عن الدلالة اللغوية للكلمة فإذا ما انتقلنا إلى الدلالة الاصطلاحية - كما تعرضها قواميس المصطلحات- نجد أنمصطلح بلوج(blog)  تم إدخاله لأول مرة إلي معجم أكسفورد في طبعة مارس  2003، كما دخلت كلمة "blog" إلي قاموس ويبستر"Merriam-Webster Online Dictionary," عام [6]2004، والذي يذكر أن المدونة (blog) "عبارة عن موقع ويب يتم تحديثه بصفة مستمرة يشتمل على مداخل أو تدوينات مؤرخة ومرتبة ترتيباً زمنياً بداية بالأحدث"[7]،ويعرف المدونون bloggers)) على أنهم "الأشخاص الذين يكتبون المدونات وبرامج التدوين"[8]، ويشير لعالم المدونات(blogosphere) بـ"المجتمع المترابط لكل من المدونات والمدونين المتاحة على الإنترنت في كل أجزاء العالم"[9
 قدمت كذلك تعريفا للتدوينة :
"التدوينة" التعريب لكلمة"post"، وهي "المادة أو الإسهام الواحد في المدونة والتي يمكن أن تكون رسالة أو أخبار أو صورة أو رابط، وعادة ما تكون مادة قصيرة تتضمن الروابط الخارجية وتمكن الزوار من التعليق عليها".
الفرق بين التغريدة والتدوينة :
كما أسلفت يوجد خلط كبير في موريتانيا بين التدوين والتغريد وهما مختلفتان فالتغريدة لا تتعدى 140التي يسمح بها موقع "تويتر" وتقتصر عادة على الانطباعات أو نقل حدث بسرعة  أو نشر روابط لأخبار عاجلة أو مقالات مهمة بحيث لاتمكن من تقديم تحليل متكامل لموضوع ما أو تقديم تحقيق مشفوع بمعلومات ومعطيات .أما التدوينة فتكون أكثر تفصيلا حيث تتطلب البحث عن المعلومة كذلك تحليلها من أجل تكوين رؤية متكاملة ويمكن القول أن التغريدة هي أداة ترويجية للتدوينة مثلا بوضع ربطها على موقع تويتر للانتشار السريع .
التدوين والتفكير من خارج الصندوق :
عادة من يلجؤون للتدوين هم أناس يفكرون من خارج الصندوق ويكرهون الإطارات التقليدية وسياسة مقص الرقيب ...هم بشر يبحثون عن الحرية في الكتابة والإنتماء فالتدوين هو تغريد خارج السرب فالكل يعبر عن رأيه بالطريقة التي يشاء من دون قواعد قمعية وذلك مايجعل أي محاولة لحصر المدونيين في قالب معين سواء كان إتحاد أو رابطة قصدها تأطيرهم تبوء بالفشل فهو عالم غير قابل للعيش في ظل الأنماط التقليدية  وهنا سأسرد لكم  تجربتي في محاولة إنشاء اتحاد للمدونيين الموريتانيين :
في عام 2008 لبيت دعوة لاحد المدونيين الموريتانيين لحضور جلسة تأسيسة لاتحاد المدونيين الموريتانيين ...حضرت لكي أتعرف على من كنت أقرأ لهم من المدونين وربط صلات على أرض الواقع مع من يتقاسمون معي شغف التدوين وحضر هذا الأجتماع  قرابة 15 مدون  وفي نفس الجلسة انتخب مكتب تنفذي  مؤقت من دون أن نعمق نقاشاتنا واكتشفت لاحقا أن المكتب لم يكن فيه من المدونيين النشطين سوى أثنين, أيضا ان بعض الحضور فتح مدونات بأيام قليلة قبل الاجتماع  .كذلك أغلب أعضائه أصدقاء وينتمون إلى مؤسسة صحفية واحدة  وبعد   الاجتماع واعلان الاتحاد لم يجتمع ذلك المكتب الذي كلف بوضع نظام داخليا وأساسيا الا مرتين ومرت الأشهر وفقد الإتصال بين أعضائه وماتت الفكرة ...ماتت لانها لم تكن في محالها ولم تدرس جيدا وكانت إرتجالية  وأغلب من حضروها لم يكونوا على معرفة بعالم التدوين .ذلك العالم الذي كان مجهولا في موريتانيا في  تلك الفترة .
حدث نفس الشيء  مع اتحادات التدوين في الوطن العربي التي أعلن عنها فلم يكن لها أي تأثير وهذا ماكتبه عنه  سامي بن غربية  أحد أيقونات التدوين العربي : 
محاولة التكلم باسم المدونين و السعي لإنشاء إتحادات “رسمية” أو شبه تجمعهم أو تمثلهم ليست بجديدة و قد بائت أغلبها بالفشل لتعارضها الشديد مع روح و خاصية التدوين التي ترفض العقلية المؤسساتية و البيروقراطية التي يسعى البعض، بحسن أو بسوء نية، لفرضها على المدونات العربية. و لا أذكر أنني سمعت يوما بوجود مثل هذه المبادرات خارج العالم العربي الذي يبدو و كأنه فـُطم على أنشاء الإتحادات الفاشلة على شاكلة الجامعة العربية و اتحاد المغرب العربي و غيرها من آليات “التأطير”. و كنا قد تابعنا كيف حاول المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين ( أوكساب ) الإلتفاف على التدوين السعودي عبر أهداف تتراوح بين “نشـر وتطوير ثقافة التدوين، و رعاية شؤون المدونين” و بين ” تأطير الكتابة في المدونات ضمن إطـار الشريعة الإسلامية و العادات و التقاليد الصحيحة ” ثم كيف ووجهت هذه المبادرة بالرفض من قبل فؤاد الفرحان و زملاءه أحمد العمران و غيرهم من الذين رفضوا الإنزواء تحت لواء “المجتمع الرسمي للمدونين السعوديين”.فقد تهالت علينا أنباء إنشاء إتحاد للمدونين العرب و اتحادات فرعية في كل من المغرب و اليمن و لجان خاصة بالعضوية و التنظيم و أخرى خاصة بالإعلان و لجنة الدراسات والمشاريع و لجنة الفروع القطرية و هيئة إشراف على انتخابات الهيئة الادارية و هياكل تذكرنا بالبيرقراطية العربية العقيمة.
خلاصة القول أن التدوين عالم حر وجذاب لكن يحرق كل من يحاول أن يجعل منه مصعدا إلى المصالح الشخصية أو البحث عن النجومية .كذالك أنه في موريتانيا مازال مجهولا لدى الكثيرين ويتعرض هذه الأيام إلى تشويه ومايحتاجه هو محاولة لتصحيح فهم الجمهور له أكثر من إتحادات لاتتناسب مع روحه   .

الخميس، 13 ديسمبر 2012

عطش مقطع لحجار وحقد الجنرال


ساقتني الأقدار قبل سبعة أشهر أثناء رحلة لي إلى مدينة تجكجة  لمشاهدة بعض الأنابيب المرمية على حنبات  الطريق بين مدينة مقطع لحجار ومدينة ألاك والتي يقال أنها من أجل إنهاء معاناة سكان مدينة مقطع لحجار المنكوبة المتعطشة للمياه ...ساعتها لم أصدق تلك الحكاية  وسار فكرى إلى قصة السيدة التي كانت تشعل النار على قدر به بعض الحجارة من إجل إيهام أطفالها الجياع أنها تعد لهم مايسكت صرير أمعائهم علهم ينامون وذالك لكونها عاجزة عن إطعامهم إلى أن ساعدها الخليفة عمر بن الخطاب  ...حينها قلت أن الجنرال عزيز يقوم بعملية تمويه قذرة ومحاولة يائسة  لإعادة قصة السيدة بشكل مشوه  من اجل إمتصاص غضب سكان المدينة الذين دخلوا قبل أشهر في حراك قوي من أجل فرض مطالبهم المشروعة و لم يستطع النظام اَنذاك باَلته القمعية ردعهم أو إخافتهم  ...طبعا هناك فرق بين القصتين لأن السيدة عاجزة أما الجنرال فبمقدوره حل أزمة مقطع لحجارلكنه لايريد ذالك  وهذا ماتقول قصة الجنرال مع المدينة والتي سأسرد الأن:
في زمن الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله تعهد  رئيس الحكومة الأسبانية  آنذاك السيد خوزى لويس زاباتيرو بتموريل مشروع يحل معضلة مقطع لحجار وتم الإعلان رسميا عن مشروع  يمكن من جلب ماء صالح للشرب من مدينة ألاك إلى مقطع لحجار وذالك بعد طلب تقدمت به الحكومة الموريتانية  الى نظيرتها الإسبانية وحتى بعد حدوث الإنقلاب على الرئيس سيدي ظلت إسبانيا عند عهدها وحولت المبلغ المخصص للمشروع وقامت باخطار النظام الإنقلابي الذي يقوده الجنرال عزيز وذالك لأنهم إلتزموا للدولة وللشعب الموريتاني .لكن الجنرال عزيز وفي خطوة غريبة و مستفزة  رد عليهم بالتجاهل وأعلن عام 2010  أن المشروع ستقوم به الدولة الموريتانية  عبر تمويل ذاتي وتم منح المشروع في صفقة بالتراضي إلى الهندسة العسكرية ...أيضا قام الجنرال عبر وزيرة خارجيته منت مكناس بمطالبة  الأسبان بتحويل  المبلغ المخصص للمشروع إلى  مشروع آخروظل سكان مدينة مقطع لحجار يعيشون قصتهم السرمدية مع الظلم والعطش 
صورة من مسيرة لسكان مقطع لحجار احجاجا على العطش "(مجموعة كلنا مقطع لحجار)

.

اليوم وبعد كل هذه الوعود العرقوبية الكاذبة وعمليات الخداع والغدر التي قام بها الجنرال عزيز ضد سكان مقطع لحجار قرروا العودة إلى حراكهم المقدس من أجل إنتزاع حقوقهم فبدؤوا بوقفات في نواكشوط ومقطع لحجار ...كذالك عزموا فضح كذب النظام الحاكم وتبيين زيف وعوده وإطلاق صرخة ضد مهل الجنرال ووزرائه ...تلك الوعود والمهل  التي سخر منها أحد نشطاء المدينة على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك " وكتب :

انتهت فترة مشروع مياه مقطع لحجار الأولى المحددة من قبل الرئيسثم انتهت مهلة الرئيس الثانية (4 أشهر )وانتهت مهلة وزير المياه الأولى (12 شهرا (وانتهت مهلة وزير المياه الثانية (10 أيام)انتهت كل المهل دون أن تضخ المياهلم يعد أمامنا سوى عقد مؤتمر لأصدقاء "مشروع مياه مقطع لحجار "

فعلا كما قال الناشط لمهابه لم يعد أمام سكان مقطع لحجار إلا عقد مؤتمر لأصدقاء مشروعهم فقد بان زيف كلام الجنرال عزيز وظهر حقده على أهل المدينة المناضلين فهو من قام بحرمانهم من مشروع كان كفيلا بحل أزمتهم ولم يخلق بديلا لهم ...فقد عمى قلبه الحقد على الرئيس سيدي ولد الشيخ عبد الله وخاف أن يحسب المشروع لفترته وترك جزء من شعبه يرزح تحت وطأة العطش...لكن الايام دول والفساد وقهر الشعوب ليس إلا طريقا لسقوط الأنظمة فالشعوب أصبحت واعية وترفض الإهانة ومقطع لحجار وبقية قصص الظلم الاخرى التي تتخذ من موريتانيا وطننا ستكون مسامير في نعش نظام الجنرال المافيوزي .