الثلاثاء، 1 أكتوبر 2013

لقد انطلق الأمر من نواكشوط

صورة من الكليب
تلقيت يوم الأحد الماضي رسالة من صديق لي على تويتر مرفقة برابط لفيديو كليب موريتاني لأغنية تحمل عنوان" It started from Nouakchott"مع تنويه بالتعليقات المرافقة له والتي تحوى هجوما عنيفا على ملابس المغني والموديل (المغني يرتدي تي شيرت يحوى العلم الأميركي والفتاة ترتدي ملابس عصرية تكشف بعض أجزاء جسمها ولا تغطي رأسها ).
تابعت الفيديو وفاجئني تصويره و مستواه الفني الرائع وفرحت  كثيرا بالجهد المبذول فيه وذلك رغم التعليقات السلبية الكثيرة،وما إن انتهيت من متابعته حتى جاءني اتصال هاتفي من صديق اَخر يسألني بغضب هل الفتاة الموجودة في الفيديو"بيظانية " ؟
وبعدها بدأت في جولة بمواقع التواصل الاجتماعي لاكتشف أن الفتاة تثير سخط الكثيرين وأن النقاش على الشبكة تحول من قضية الحوار بين منسقية المعارضة  والنظام ومستقبل الاحتقان السياسي في موريتانيا ومستنقعات نواكشوط  إلى نقاش سفور بطلة الكليب ليلى مولاي.
فقد بدأ المحافظون ينتقدون الفيديو والمشرفين عليه وخاصة الفتاة واعتبروا أنه خروج عن العادات والتقاليد الموريتانية الأصيلة وترويج للفاحشة والرذيلة في مجتمع مسلم وأنه مؤامرة غربية ضد الشباب الموريتاني،فيما دافع عنه البعض واصفا إياه بأفضل التجارب الموريتانية في مجال الفيديو كليب وأكثرها نضجا وعبروا عن سعادتهم بخروجه إلى النور، ودافعوا عن الفتاة التي ظهرت في الفيديو واعتبروا أنها حرة في جسدها وأنه لا ينبغي محاكمة الإبداع وتقييده بتقاليد بالية متخلفة عفا عليها الزمن.
ليتطور الأمر لدعوة  من حركة لا للاباحية للتظاهر ضد الكليب ومنتجيه،وكذلك إعلانها رفع دعوى قضائية ضدهم واتهامها لهم بنشر الرذيلة في المجتمع الموريتاني .
لكن هذه الضجة كانت أفضل دعاية للكليب وللمشاركين فيه فقد انتشر على الشبكة وأصبح حديث الناس(الفيديو حقق 30 ألف مشاهدة في أربعة أيام)،وفتحت كذلك صحفة على فيسبوك لبطلته حصدت عشرات المعجبين في ساعتها الأولى لنتتجاوز1400 حتى هذه اللحظة ،إلا أن الضجة جعلتني أسأل نفسي لماذا كل هذا الصراخ رغم أنه ليس أول  كليب موريتاني تظهر فيه فتاة سافرة فقد حدث الأمر كثيراً من قبل ؟ 
وعدت لأقول لنفسي هناك شيء مختلف هذه المرة فالمغني والموديل ينتميان إلى شريحة" البيظان"أما من سبقوهم  فمن فئة الزنوج- المسلمة أيضا- وهذا هو سبب الإنزعاج والزعاق والعويل،إذن الانتصار هنا ليس للدين بل للتقاليد الحسانية ولمجتمع البيظان-إنه نفاق مجتمعي-.
قصة الفيديو هذه ذكرتني بحكاية فتاة من أصول طارقية كانت تدرس في إحدى ثانويات العاصمة الموريتانية نواكشوط ،وكانت تحضر إلى الثانوية من دون أن ترتدي الملحفة وهو ماسبب الإزعاج لمدير تلك الثانوية فقرر إستدعائها وأمرها بارتداء الملحفة لأنها بيضاء و ملامحها تشبه فتيات البيظان ومن العار أن تخلع فتاة بيظانية ملحفتها وأن تخرج سافرة.
الضجة التي أثار الفيديو فتحت النقاش حول الحريات والخطوط الحمراء التي يجب أن يتوقف عندها المبدع في موريتانيا،وأنذرت ببداية الصراع بين دعاة الحرية والمحافظين بين الافكار التقدمية والتقليدية، وحول الاختلاف البين بين مكونات الشعب الموريتاني ونظرة كل منها للاَخر،وأظهرت كذلك سخافة الكثير من النخب الموريتانية التي جعلها ظهور فتاة سافرة في عمل فني تنسى أنها تعيش في دولة على مفترق طرق،عاصمتها مهددة بالغرق، ومستقبل أجيالها تحومه المخاطر بسبب سيطرة العسكر على مقاليد الحكم.
وأترككم مع  It started from Nouakchott



الثلاثاء، 17 سبتمبر 2013

نواكشوط :المدينة المنكوبة


مياه الأمطار تقطع العلاقات بين السكان والمسجد 
مرت علي الساعات الأولى من يوم الأثنين الماضي رفقة أصدقاء لي في القهوة التونسية بعاصمتنا المنكوبة وذلك في انتظار توقف المطر لنعود إلى منازلنا،وطال الانتظار ،فالمطر لم يتوقف إلا بعد أربعة ساعات،وحين قررنا المغادرة كان للشوارع رأي آخر فكالعادة احتفظت بالماء وتحولت إلى مسابح ومستنقعات يستحيل معها التنقل والسير بأريحية،ونحن للأسف لم نكن نركب زورقا ولانملك زعانفا.
 لكن حاولنا أن نتكيف ونبحث عن مواضع يمكننا الخروج منها،وبعد عدة محاولات تأكدنا أن الوصول إلى منزل أهلي أمر مستحيل لذلك اخترنا نقطة يمكن الوصول لها والاختباء فيها حتى يظهر ضوء النهار لعل الشمس تساعد في تهذيب سطوت مياه المطر،وكان المخبأ عبارة عن مكتب لأحد الأصدقاء يطل على مستنقع نتن تعيش فيه الحشرات والكلاب دورة حياتها الطبيعية.
وفي الصباح الباكر وبعد ليلة كان بطلها البعوض والناموس والماء استطعت الوصول إلى المنزل والتحرر من قيد المستنقعات وجبروت المطر،فأنا أسكن في منطقة مازالت تعشق الماء وتحتضنه في باطنها بكل ود ودفئ عكس أغلب مناطق العاصمة التي تكره المطر.
مياه الأمطار تغمر الحالات المستعجلة في مستشفى تيارت بالعاصمة نواكشوط
قصتي هذه تحدث مع أغلب المواطنين القطانين في مدينة نواكشوط وذلك بمجرد أن تقرر السماء أن تنزل بعض دموعها على الأرض ،فالطرق غير مهيأة ولا وجود للصرف الصحي وتنعدم فيها صفات العواصم الحديث ،ولا يتوقف الأمر على استحالة التنقل في الشوارع الرئيسية لمدينة نواكشوط  بل أصبحت الأمطار تتسبب في تهجير المواطنين من منازلهم وذلك بعد أن تحاصرها المياه وتحولها إلى مستنقعات اَسنة وأيضا وبسبب الأمطار تهدمت الكثير من مصارف المنازل الصحية (أفوصات) لتختلط بمياه الأمطار لتشكل مستنقعات في الشواع الفرعية ، كل هذا يحدث في ظل تجاهل من الحكومة للقصة والمأساة وعدم قيامها بأي تصرف جدي من أجل حل هذه المعضلة ، بل أن الجنرال الذي يحكم
مواطنون يحاولون عبور أحد الشوراع (تصوير عبد الرحمن ودادي)
موريتانيا خرج وقال أن الدولة الموريتانية عاجزة عن إنشاء صرف صحي للعاصمة نواكشوط
،و كلما خرج مسئول من الحكومة يكرر أنه على المواطنين الصبر لأن فترة الأمطار لا تتجاوز الشهرين .
تجاهل الحكومة والجنرال لنكبة مدينة نواكشوط وعدم تدخلهم من أجل إنقاذ المواطنين جعل الأصوات تتعالى من أجل الخروج ضد هذا التقاعس،ومن أجل مساعدة المواطنين في محنتهم فقد أصدرت العديد من الأحزاب بيانات تطالب بإعلان نواكشوط مدينة منكوبة ،وتطالب الحكومة بالتدخل لصالح المواطنين،وطالب كذلك العديد من النشطاء بالنزول لمساعدة المتضررين والتظاهر من أجلهم ،وهو ماتم يوم أمس في مقاطعة السبخة ،حيث خرج بعض المواطنين للمطالبة بتدخل عاجل من النظام لمصلحة الأسر المتضررة من الأمطار وتم الرد عليهم بمسلات الدموع والقمع ليرد المواطنين المحتجين بحرق الإطارات.
فيديو من إحتجاجات المواطنين في مقاطعة السبخة 

قصة مدينة نواكشوط مع الغرق ليست بالجديدة فهناك أكثر من دراسة تقول أنها مهددة بالغرق بمياه البحر في ظرف سنوات قليلة وهو ما جعل الكثير من المختصين يطالبون بنقل عاصمة موريتانيا من هذه البقعة المهددة، وكذلك قصة المستنقعات التي تخلفها مياه الأمطار تتكرر كل موسم دون تدخل من النظام رغم أنه في عام 2010 أعلن أنه وقع عقدا مع شركة صينية من أجل إنشاء نظام صرف صحي في العاصمة لكن شيء لم يتغير وحرفا لم يطبق فقد تراجع النظام عن تلك الخطوة.
معاناة سكان مدينة نواكشوط من البرك والمستنقعات ماهي إلا وجه اَخر من المعاناة الأكبر،وهي العيش في فقر مدقع وتحت ظل نظام يرفض تقديم أبسط الخدمات للمواطنين،رغم أنه يحكم دولة غنية بالموارد الطبيعية من ذهب ونحاس وحديد وأسماك وسكان لا يتجاوز عددهم 3 ملايين نسمة.
أترككم مع مجموعة من الصور تظهر معاناة مدينة نواكشوط .







مياه الامطار تعيق السيارات


مستنقع المعلب الأولمبي



وهذه صور نشرها موقع enhaut.org للصورالجوية تظهر خطورة الوضع في العاصمة الموريتانية نواكشوط ،وتحول مناطق منها إلى مستنقعات بسبب غياب الصرف الصحفي وهشاشة الأرض.


الأربعاء، 11 سبتمبر 2013

أطلقوا سراح صوت البحرين الحر(صافي)

مشاركتي في حملة التضامن مع (صافي)
رغم أني أسكن في مدينة تغرق بسبب زخات المطرنتيجة لغياب شبكات الصرف الصحي،وعدم توفرها على أبسط مقومات العاصمة الحديثة،و أن من يحكم شعبي يصر على إذلاله ويصرخ كلما سنحت له الفرصة بأنه ليس في أجنداته تغيير هذا الواقع المزري،وأني مشغول الذهن بسبب الانتخابات الهزلية التي يريد العسكري أن يجمل بها نفسه، ويضفي شرعية شكلية لحكمه القبيح ،وأني أرى الظلم في بلدي أينما وليت وجهي،وأن الفقر هو الصديق الحميم الوفي الوحيد لابناء شعبي.
 إلا أن هذا الواقع التعيس لا يجعلني أنسي أن لي رفيقا يعاني الآن في مملكة البحرين من سياط اَل خليفة لا لجرم إرتكبه بل لأنه يحلم مثلي بوطن تصان فيه كرامة المواطن،لهذا سأكتب قليلا عن قضيته لعل أحداً يطالع حروفي و يتضامن معه،ويقول معي الحرية لمحمد حسين (صافي ) .
خلفية عن قضية محمد حسين (صافي).
قامت قوات الأمن التابعة لنظام أل خليفة في صباح 31 يوليو 2013 بمداهمة منزل المدون البحريني محمد حسين (صافي ) وصادرت الكمبيوتر الخاص به بالإضافة إلى أجهزة ألكترونية أخرى، ومن ثم تم احتجازه في إدارة التحقيقات الجنائية في المنامة حتى 4 أغسطس لترد أنباء بنقله إلى سجن الحوض الجاف في الحد.ولم تنتهى القصة هنا فقد قام الأمن بتعذيبه والتنكيل به،وحين اكتشف محاميه عبد العزيز موسى تعرضه للتعذيب وغرد بها قامت قوات الأمن باعتقاله،وحسب الإنباء الواردة فان النظام يتهم(صافي )بعضوية الشبكة الإعلامية لـ14 فبراير،والدعوة والمشاركة في تظاهرات غير مرخصة،التحريض على كراهية النظام والاتصال مع أعضاء في المنفى من المعارضة البحرينية.
محمد حسين صافي تعرض من قبل للعديد من المضايقات بسبب نشاطه من أجل الديمقراطية،فقد تم اعتقاله عدة مرات منذ أوائل العام 2012 حيث تم استدعائه سابقا للتحقيق معه في يونيو عام 2012 فيما يتعلق بكتاباته ومشاركته في دعم الحراك الداعي للإصلاح في البحرين .
وقد انطلقت حملة الكترونية للتضامن مع المدون البحريني والمطالبة بإطلاق سراحه وأتمنى أن تدعموها، وتكونوا جزء منها، وذلك بنشر قصته والتغريد بكثافة على الوسم #Freesafy ،وأصدرت كذلك عدة منظمات دولية وعربية بيانات منددة باعتقال محمد حسين وتطالب بإطلاق سراحه،ووقف قمع النشطاء في مملكة البحرين.
الحرية لصافي ولكل الأحرار في البحرين، أنتم الأسياد وسجانكم هو العبد وتضحياتكم ستكون مسمار في نعشه.

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

دعوة للمقاطعة


شعار حملة "امقاطعين " الرافضة للانتخابات الهزلية 
لا يعلو الاَن صوت  في موريتانيا على صوت الانتخابات التي أعلن النظام الموريتاني عن تنظيمها في تاريخ 23 نوفمبر، بعد أن قرر تأجيلها عن موعدها الأول  في الثاني عشر من أكتوبر (الموعد الذي رفضت منسقية المعارضة الموريتانية ) ،فالأحاديث والنقاشات تتمحور الآن حول إمكانية تنظيمها بل و جدوائية إجرائها أصلا ،فالمعارضة مازالت تشكك في إمكانية تنظيمها وتقاطعها وترى أنها مجرد مهزلة يحاول النظام تشريع حكمه بها وأنها محسومة النتائج سلفا .
 لا تحدث هذه الحالة قطعا في دولة بها مؤسسات وتجربة ديمقراطية حقيقية ، فسؤال جدوائية إجراء الانتخابات لا يطرح في الدول التي قطعت شوطا في الديمقراطية والتداول السلمي على السلطة فعملية الاقتراع في الدول المستقرة والديمقراطية هي عملية إجرائية تسير بشكل تلقائي والمواعيد الانتخابية مقدسة ولا يمكن لبرلمان في إحدى الدول أن يستمر في العمل بعد سنتين من انتهاء مأموريته .
لكن هل موريتانيا جمهورية ديمقراطية ؟، وهل بها مؤسسات تحمى الدستور ولها إدارة حيادية تقف على نفس الخط من جميع مكونات المشهد السياسي ؟
من المعهود في موريتانيا أنه حين تقترب "المواعيد الانتخابية " تبدأ الإدارة باستغلال موارد الدولة من أجل الحملة الانتخابية للحزب الحاكم وللرجل الذي يجلس في القصر الرئاسي حيث يبدأ الوزراء في أخذ ميزانيات الوزارات من أجل شراء أصوات المواطنين الموريتانيين(وَصل التسجيل على اللائحة الانتخابية يباع الآن ب 6000 ألاف أوقفة ) ، ويقوم الوزراء و رجال الإدارة كذلك بابتزاز وتخويف الناس من أجل التصويت لمرشحي النظام ولا تتوقف الأمور عند هذا فجنرالات الجيش الموريتاني بدورهم يعقدون الاجتماعات القبلية والجهورية من أجل دعم من يرشح النظام الحاكم ووعد الناس بالوظائف وتحذيرهم من التصويت للمعارضين ، ويستغلون كذلك موارد الدولة لهذا الغرض وتتم هذه الأمور في العلن وتنشر أخبار هذه الاجتماعات في الصحف من دون أي تكذيب ، ويقوم العسكري الحاكم باخراج بعض المال الذي سرق من أجل شراء الذمم ودعم عملية التزوير لنفسه هذا إضافة إلى عمليات التزوير واللعب بالنتائج وحتى إن تم تقديم الطعن إلى المجلس الدستوري لا يتغير شيء ، والسبب أنه مجرد آلة  لتشريع الانقلابات وتنزع  دائما إلى خدمة حكم العسكر  ،وذلك أمر طبيعي فهو مجلس يرأسه رجل متورط في تسريب الباكلوريا أيام كان وزير للتعليم ويعتبر أحد أبرز رموز الفساد في تاريخ البلد.
و في موريتانيا أيضا ترفض المؤسسة العسكرية احترام القانون والدستور والطريق الوحيد للتداول على السلطة هو الانقلابات العسكرية الفجة (من يحكم موريتانيا الحالي انقلب على أول رئيس مدني منتخب ) وحتى الأحكام القضائية في موريتانيا تصدر بالأمر المباشر من رأس الدولة الجنرال محمد ولد عبد العزيز ، وذلك بشاهدة القضاة الذين بدأ بعضهم يستقيل بسبب اهانة القضاء في موريتانيا وتدخل السلطة التنفيذية في عمل السلطة القضائية .
إذن في موريتانيا لا وجود لإدارة حيادية تقف في نفس المسافة من جميع الأطراف ، ولا جيش جمهوري يرابط على الثكنات ويحمى الحوزة الترابية للبلد و لا يتدخل في السياسي ، ولا قضاء مستقل يضمن محاسبة الفاسدين ومن يستغل نفوذه ويضمن نزاهة الانتخابات ، ولا وجود لمبدأ فصل السلطات .
 ولهذا فلا معني للحديث عن تنظيم انتخابات حرة وشفافة في موريتانيا ،و ما يحدث لا يعدو كونه مهزلة تهدف إلى إضفاء مسحة ديمقراطية شكلية على حكم عسكري بشع  والمشاركة فيها تعد خيانة سافرة لمشروع التغيير في موريتانيا وحلم الدولة المدنية الديمقراطية ومقطعاتها ضرورية- صحيح  أنها غير كافية لكنها خطوة أولى في مشوار الألف ميل -،لذلك أظن أنه من الضروري ومن الملح خلق جبهة رافضة للوضعية الراهنة جبهة تحارب من أجل ديمقراطية حقيقية غير شكلية تقف في وجه مهازل النظام العسكري ، جبهة ترفض الرضوخ لقوانين النظام الجائرة وتنتج نهج العصيان الذي يناسب الدول الغير دستورية كموريتانيا.
جبهة تلتحم بالجماهير وتبث فيهم قيم الديمقراطية وتوعيهم  وتحثهم على ضرورة رفض الخنوع وتشرح لهم ضرورة مقاطعة مسرحيات العسكر ومن يواليهم  وتحاول أن تقنعهم بأنهم هم من يصنع المشهد وأنه بعصيانهم المدني على حكم العسكر ورفضهم لعب دور الكومبارس سينقذون موريتانيا من أزمتها وبالتالي ينتشلون أنفسهم من حالة الضياع والعدمية.

الثلاثاء، 13 أغسطس 2013

أوقفوا جنرال المخدرات

صورة للجنرال ولد عبد العزيز والجنرال الغيني بساوي المعتقل 
سيقف اليوم الجنرال الانقلابي محمد ولد عبد العزيز (رئيس موريتانيا الحالي )أمام شعب مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي ، وذلك خلال النسخة الرابعة من البرنامج التلفزيوني لقاء الشعب الذي يحاول الجنرال ولد عبد العزيز من خلالها أن يظهر بمظهر الرئيس القريب من شعبه والراغب في سماع صوته ومعاناته -الأمر الذي لايحدث بطبيعة الحال-.
 أثناء هذا اللقاء سيطرح بعض الصحفيين الذين تم إختيارهم من طرف النظام أسئلة على الجنرال عزيز ، وسيتطرقون لقضايا معينة -طبعا الأسئلة ستكون محضرة مع النظام ولن يكون فيها مايحرج - فالأمر لايعدو كونه مسرحية موسمية ونوع من تقليد الرئيس الليبي الذي ثار عليه شعبه معمر القذافي -.
وبهذه المناسبة وجدتني أفكر بقضية الاتهامات التي وجهت للجنرال محمد ولد عبد العزيز ،والتي تقول أنه عراب لتجارة المخدرات وغسيل الأموال في إفريقيا جنوب الصحراء . وسأحاول أن أتذكرها معكم حتى لا ننسى أننا نحكم من طرف شخص فاحت رائحته ،وأصبح إسمه مرتبط بشكل مزعج بتجارة المخدرات وغسيل الأموال.
بدأت القصة حين ظهر النائب في البرلمان الاوربي نويل مامير في برنامج تلفزيوني واتهم صراحة الجنرال محمد ولد عبد العزيز بأنه عراب لتجارة المخدرات في منطقة الساحل ، لتبدأ بعد ذلك الاتهامات والدلائل والقرائن في الظهور، لكن الأمر بلغ حد الذروة حين قامت مواقع موريتانية  في يوم 28 مارس/ آذار 2013 بنشر تسجيلات صوتية تظهر الجنرال محمد ولد عبد العزيز وهو يتحدث مع شخص عراقي ، ويفاوض هذا الشخص محمد ولد عبد العزيز بغية الإفراج عن شحنة من سلعة لم يتم تحديدها لكنها موجودة في صناديق ، وترجح مجريات المحادثة أن تكون مبالغَ مالية ، ورجحت المواقع أن المحادثة تتعلق بعملية غسيل أموال قامت به عصابة في العاصمة الغانية أكرا.
خاصة بعد أن ظهر شخص من دولة مالي يدعى  عمر ممدو واتهم الجنرال محمد ولد عبد العزيز بتجارة المخدرات ، والارتباط بمجموعات دولية تنشط في مجال تبييض وتزويرالعملات ، وذلك من خلال مقابلة أجراها معهlechallenger.com قال فيها :
أنه عمل وسيطا وشريكا ل محمد ولد عبد العزيزأيام نظام الرئيس السابق معاوية ولد سيد الطايع واستمرت العلاقة  بينهم حتى بعد حكم معاوية  وعقد له صفقات كبيرة قبل أن يقوم الجنرال عزيز بالاستغناء عنه ومحاولة التهرب من تسديد أتعابه التي أتفقا عليها ، وأكد المواطن المالي أنه يمتلك تسجيلات صوتية لمحادثات عزيز معه ومع بعض الشخصيات الناشطة في مجال غسيل الأموال في منطقة إفريقيا جنوب الصحراء .
قصة المواطن المالي  ممادو و الفرنسي نويل مامير ليست الوحيدة  فقد تحدثت وسائل إعلام عن علاقة الجنرال عزيز بقائد أركان غينيا بيساو الذي تم اعتقاله على خلفية نشاطه في تجارة المخدرات وأن الأخير زار موريتانيا بشكل سري ولمرات عديدة.
جاءت هذه القصص في ظل قيام الجنرال عزيز بالعفو عن شبكة متورطة في تجارة المخدرات في موريتانيا واخلاء سبيل أفرادها من ضمنهم  ضابط الانتربول المتهم فى المخدرات سيد أحمد ولد الطائع ،الرجل الذي أقر بتغاضيه عن عمليات تهريب للمخدرات وتبييض الأموال في موريتانيا.
التسجيلا الصوتية التي تتهم الجنرال عزيز تم تجاهلها من قبل الجنرال ولم يقم حتى الاَن بالتعليق عليها رغم مطالبة المعارضة الموريتانية بفتح تحقيق فيها،وهو مايعد احتقاراً للشعب الموريتانيا الذي من حقه أن يعرف الحقيقة وأن يبرر له ظهور الشخص الذي يحكم موريتانيا ويمثلها في الخارج بهذا الشكل المذل ، لذلك سيكون من الرائع أن يخرج عليه المواطنون ويطالبون التوضيح منه،أو يحاول أحد محاوريه  في" لقاء الشعب " أن يخرج عن النص ويسأله  حول القضية. فالأمر ليس مجرد شائعات وقصصاً خرافية من نسج خيال الصحافة والمعارضة، فهناك تسجيلات وشهادات قدمت حول الموضوع ومن الحيف أن يظل الوضع على ماهو عليه وكأن شيء لم يحدث، ومن العار أن يظل تجار المخدرات أحراراً يتحكمون في مصير الشعوب.

الثلاثاء، 6 أغسطس 2013

دعوة للخروج في ذكرى انقلاب ‫#‏السادس_من_أغسطس


كان صباح  السادس من أغطس من عام 2008 مفصليا في تاريخ موريتانيا،  فقد استيقظت فيه  على خبر إصدار الرئيس الموريتاني سيدي ولد الشيخ عبد الله  لمرسوم يقضي بإقالة الجنرالين محمد ولد عبد العزيز ومحمد ولد الغزاوني  الأول من قيادة أركانه الخاصة، ومن قيادة الحرس الرئاسي والثاني من قيادة أركان الجيش الوطني.
كان الخبر بالنسبة مقدمة للإطاحة بالرئيس المنتخب سيدي فكنت متأكد أن العسكر لن يسمحوا له بممارسة صلاحياته، وهو ما تم فبعد ساعة من سماعي الخبر تحول الرئيس سيدي إلى مختطف على يد الجنرال عزيز، وأعلن الأخير عن انقضاضه على الحكم.
 جعلني قرار العسكر الاستيلاء على الحكم أشعر بالحنق والغضب من وأد ديمقراطيتنا الوليدة آنذاك  ،رغم أنني كنت من معارضي سيدي ، وأرى أنه فاسد وغير صالح لحكم موريتانيا ، وأنه بدأ ينتهج نهج احتكار الدولة  واختزالها في دائرة المقربين منه ، لكنه يظل مدنيا وصل إلى الحكم بانتخابات نزيهة والصراع مع يجب أن يكون دستوريا ولا مكان للعسكر فيه خاصة أن الشعب  لم يخرج  للمطالبة بسقوطه.
قصة الانقلاب على سيدي أكدت لي أن عصابة العسكر لن تسمح بأن تقوم للديمقراطية في موريتانيا قائمة ، واليوم وبعد سنوات خمس على انقلاب السادس من أغسطس البغيض مازلنا نعيش في قصة سخيفة من تحكم العسكر في مفاصل الدولة وتعطيل لكل بذور التقدم ،وبمناسبة هذه الذكرى قررت مع مجموعة من النشطاء الموريتانيين الخروج في مسيرة تنطلق عند تمام الساعة  23 مساء اليوم من دار الشباب القديمة وتنتهي عند مبنى الإذاعة الرسمية التي طالما كانت منبرا لبيانات العسكر الأولى وبوقا لكل ترهاتهم وسخافاتهم وأفعالهم المشينة النتنة ، وذلك من أجل أن نذكر بعنجهية الجنرال الذي يحكمنا واحتقاره للدستور وكل مؤسسات الدولة ، وستكون فرصة لنا لنعلن رفضنا لأي انتخابات  تحت إشراف العسكر وجنرالهم الانقلابي ، وأننا لن نكون مساحيق تجميل لحكمهم الشاحب والبغيض فوطننا يحتاج لحراك من أجل تمدين الدولة يقضى على الحكم العسكري وليس لمسكنات ومسرحيات هزلية تهدف إلى تخدير الشعب وتغييبه عن واقع بلده  ،أتمنى أن لا أفتقد أي من مناهضي الحكم العسكري في موريتانيا  فتمدين الدولة يتستحق العناء .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 
مناسبة المسيرة على فيسبوك 
بيان المسيرة  :
مسيرة تنطلق من أمام دار الشباب القديمة متجهة إلى مقر الاذاعةفي الذكرى الخامسة للإنقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المدني سيدي ولد الشيخ عبد الله على يد ضباط في الجيش بعد اعفائهم من العمل ينظم مجموعة من الشباب مسيرة باتجاه الإذاعة الموريتانية منطلقة من من أمام دار الشباب القديمة، حضوركم تعبير عن رفضكم للأنظمة العسكرية التي تحكم بالفساد والزبونية والتمييز العنصري والذي أوصل موريتانيا لهذه الدرجة من اليأس والفقر والمشاكل الاجتماعية والاثنية بين العناصر"كل بلاء حل بهذه البلاد كان مصدره حكم أو تحكم العسكر"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

A l’occasion du cinquième anniversaire du coup d’état qui a renversé le président civil Sidi ould Cheikh Abdellahi par des putschistes, nous organisons une marche qui débutera de la maison des jeunes vers le siège de la radio Mauritanie.Rejoignez nous afin de remettre en cause la corruption du régime militaire et de protester contre le favoritisme et la discrimination raciale, qui ont apportés à la Mauritanie la pauvreté et les divisions ethniques.Toute épidémie arrivait a ce pays est causée par, soit la gouvernance soit par le contrôle des militaires.

الأحد، 21 يوليو 2013

وفاز المرابطون

صورة من الملعب الاولمبي بعد الفوز (صفحة كورة على فيسبوك)
لم أتفاعل مع المعركة التي كان منتخب المرابطون يخوضها من أجل الصعود إلى كأس أمم إفريقيا للمحليين،وذلك رغم الحملة التي أطلقها بعض الشباب الموريتاني على الشبكة من أجل دعم التشكيلة الوطنية في مشوارهم، ولم يكن ضمن برنامجي ولا مخططي أن أذهب الملعب إلى الاولمبي أو حتى أشاهد على التلفاز مباراتنا مع منتخب جارتنا السينغال -المباراة الحاسمة في مسيرة المنتخب من أجل الصعود -، فاَخر تفاعل لي مع المنتخب الموريتاني كان منذ سنوات طويلة أيام بطولة (اميكال كبرال ) سنة 1995،حيث استطاع جيل تموغو ولد محمد لكويري وإبراهيم ولد المالحة وسيدي ولد سيده أن يحقق المركز الثاني في البطولة بعد السيراليون ويظهر بشكل جيد على الميدان ،لكن ما عقب تلك البطولة من إخفاق و خيبات وهزائم مذلة وهروب فاضح من المناسبات الرياضية جعلني أعزف عن الاهتمام بالمنتخب،أو حتى محاولة الاضطلاع على أخباره فكانت تسبب الغثيان.المهم،ذهبت مساء يوم السبت 20 يوليو إلى القهوة التونسية في نواكشوط كخطوة عادية دأبت عليها لأجد الجميع متسمر أمام التلفزيون يشاهد المباراة بشغف وحماس ويتفاعل مع كل حركات وسكنات اللاعبين ويعلق ويتمنى أن تحدث المفاجأة وننتصر،ومع مرور الدقائق أصبحت أنا واحد من ذلك الجمهور أتفاعل وأحسب الدقائق وزاد حماسي بعد أن سجل اللاعب مولاي أحمد الملقب بسام الهدف الأول بطريقة رائعة وفي منتهي الاحترافية.
وبدأت أتوق إلى الهدف الثاني الذي يضمن لنا التأهل، و جاء بطريقة أجمل عن طريق اللاعب تقي الله ولد الدن مما جعلني أتمنى أن تسير المباراة بشكل أسرع لتنتهي ويعلن صعودنا –بصراحة كنت أخاف أن يقلب علينا منتخب السنغال الطاولة – حالتي كانت هي حالة كل من يجلسون معي فكل واحد منهم يراقب الدقائق ويتمنى أن ينتهي وقت المباراة.
وفعلا صفر الحكم على نتيجة 2-0 وتحقق الانجاز وهو أول صعود لموريتانيا إلى بطولة معترف بها دوليا وهو مايعني أن علمنا سيرفع أخيرا في محفل رياضي دولي ، لتنطلق بعد ذلك الأهازيج وتبدأ السيارات بالاحتفال والسير في مسيرات فرح ونشوة وتخرج الجماهير إلى الشارع وتكون لوحة استثنائية الجمال تمثل موريتانيا بكل تنوعها وتعزف سيمفونية الوطن التي يخفت فيها صوت اللون والعرق والجهة ويعلوا صوت المواطنة والوطنية والوقوف خلف العلم الموريتاني.
حالة الفرح كشفت لي مدى حاجة الشعب الموريتاني لأي إنجاز مهما كان حجمه يخرجه ولو لثواني قليلة من حالة الكئابة والإحباط، التي يتسبب فيها الظلم والفساد المستشري في البلاد وغياب أي أفق في الإصلاح والتغيير.
وأثبتت لي أن الانجازات هي التي توحدنا وتجعلنا نتناسى أعراقنا وننتصر لمواطنتنا رغم التعليقات السخيفة العنصرية التي سمعت على الفريق الوطني وكونه مكون من شريحة واحدة وأنه لا يمثل الشعب ، في إشارة إلى غياب العنصر العربي فيه وتبنى البعض للمقولة المنسوبة إلى رئيس اللجنة الاولمبية الموريتانية محمد محمود ولد أماه (هي ألا سنغال غلبت سنغال ).
وكشف لي الفوز أيضا أنه لدينا خامات رائعة ينقصها فقط الرعاية لتقدم الأفضل فرغم أن كل الظروف ضد تشكيلتنا مثل بقية المواطنين إلا أنها استطاعت أن تحقق الفوز وترفع اسمنا، فلو أصبح لدينا دوري محترم يجد فيه اللاعب الرعاية ويتقاضى فيه أجراً يضمن له الاستقرار المادي بدل اللعب كهاوي من دون مقابل ولا رعاية وتم الالتفات إلى المنتخب قد نحقق إنجازاً أكبر.
شكراً لأقدام وأنفاس وروح شبابنا القتالية على الانجاز وسأظل أكررها شكراً لهم وحدهم ،وأنتظر الشباب في بقية المجالات فوطننا يحتاج لثورة تخرجه من مستنقع التخلف .