الاثنين، 14 نوفمبر 2011

أوقفوه قبل أن نغرق /احمد ولد جدو


في أحد الأيام كنت جالسا مع مجموعة من الشباب ودخل علينا وقت صلاة المغرب وبدأ الشباب يتهيئون للصلاة وفي معمعة التحضير لها تقدم أحدهم  وفي غفلة منهم ليؤمهم من دون أن يقدمه أيهم , وكبر وبدأ الصلاة لكن مائن  تقدم في الفاتحة حتى اتضح أنه في خصام مع القران وأن علاقته به  في حالة يرثى لها ...ولكنه قام وعلى طريقة الرؤساء الموريتانيين بخطة إستعجالية وهي أنه قرر أن يسر  في صلاة المغرب.
هذا المشهد يذكرني بحكم الجنرال عزيز لموريتاني وخاصة سياسيته الخارجية و والداخلية وطريقة وصوله للحكم  فمنذ وصل هذا الجنرال إلى الحكم وموريتانيا تخسر أصدقائها وشركائها  والمواطنين الموريتانيين في الخارج يطردون وينكل بهم والدولة تخسر هيبتها وسمعتها  وذالك لكون علاقته بالعلاقات الدولية وقيادة الدول  تشبه علاقة "بريتني سبيرس" بالقرآن.
فمنذ انقلاب الجنرال عزيز سنة  2008 والممولين والشركاء الدوليين لموريتانيا  من هيئات دولية  كالبنك و صندوق النقد الدوليين و مختلف وكالات الأمم المتحدة و القارية كالبنك الإفريقي  وكذالك دول المجموعة العربية و المجموعة الأوروبية قلصوا دعمهم لموريتانيا بشدة , ذالك الدعم الذي كان يشكل دعامة أساسية لاقتصاد موريتانيا ,فالوقائع تكذب  ما يشيعه نظام الجنرال حول استرجاع الدعم بكامله بعد انتخابات 2009 التي أضفت شرعية  مزيفة على نظام ولد عبد العزيز , فمبالغ ذالك الدعم  تمنح على فترات  زمنية معينة و بالتالي خسرت البلاد كثيرا مما كان ينتظر حصولها عليه برسم الفترة 2008-2010 و لم تعوضه طاولة "بروكسل" التي لم تأتي  بجديد من حيث التمويلات, رغم ما أعلن عنه حينها  وذالك بسبب سياسة الجنرال الخارجية والداخلية . كما أن سياسة الجنرال جرت علينا خسارة  425 مليون دولار كان البلد حصل عليها من طرف صندوق" Millenium Challlenge Account الأمريكي كان من المقرر الحصول على قسطها الأول البالغ 25 مليون برسم سنة2008 على أن تكون الأقساط السنوية الموالية أكبر.

وكذالك نتيجة لسياسته القضائية وسطوته على القضاء  و تدجينه للعدالة  مما خلق جوا منافيا للاستثمار ,و تأكد  المستثمرين بعد استشارتهم  للدوائر  الدبلوماسية في نواكشوط و مكاتب الاستشارة الدولية التي تتابع تطور مناخ الاستثمار في جميع دول العالم  من صعوبة الاستثمار في موريتانيا نتيجة لسياسية الجنرال حرمت موريتانيا من مجموعة من المشاريع الاستثمارية,حيث تم التوقف عن مجموعة من الاستثمارات كان قد أعلن عنها لكن أصحابها تراجعوا عنها بعد ما تأكدوا من بعد موريتانيا عن المؤسساتية وصعوبة استقرار وضعها السياسي ومن هذه المشاريع  مشروع الديار القطرية و كذالك مشروع  شركة الخرافي الكويتية و المدينة الشاطئية التي صم ولد العزيز آذاننا بها هذا على سبيل المثال لا الحصر.
وكذالك تسبب موقف الجنرال من الثورة الليبية بطرد المئات من  العمال الموريتانيين من الإمارات وهروب الكثير من التمويلات الخليجية ,وكذالك حرمان أكثر من 2563 عاملا موريتانيا عائدا من ليبيا وأسرهم من العودة لها مستقبلا في حالة استتباب الأمن فيها للآن  موقف نظام الجنرال من الثورة الليبية جعل كونك موريتانيا في ليبيا تهمة وجريمة.. .فمثلا دول مثل مصر وتونس بدأ عاملها بالرجوع إلى عملهم في ليبيا وذالك نتيجة لسياسة دولهم الحكيمة والتي تراعي مصلحة جالياتها ... . وعدم عودت هؤلاء العمال إلى ليبيا سينتج عنه تشرد مئات الأسر وزيادة البطالة وكل أمراضها خاصة أنه بدأت تظهر حالات من الأمراض النفسية بين العمال الليبيين  العائدين من ليبيا وهؤلاء العمال عبارة عن قنابل موقوتة قد تنفجر في أي وقت ويحدث مالا يحمد عقباه.
كل ما سبق يؤكد لنا أن نظام الجنرال عزيز يسير بموريتانيا نحو نفق مظلم فسياسيته الخارجية تشوه الموريتانيين خارجيا وتحرمهم من فرص العمل والتشغيل وتجعلهم محل اشتباه واتهام وسياسته الداخلية تنفر الممولين والمستثمرين مما يحرم موريتانيا من تمويلات واستثمارات تدر على موريتانيا مبالغة طائلة وتوفر لشبابها فرص عمل هم بحاجة لها خاصة إن علمنا أن نسبة البطالة في موريتانيا تتجاوز 31% لذا أصبح من اللازم وضع حد له وإيقافه قبل أن نغرق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق