الثلاثاء، 12 يونيو 2012

إتحاد الحركات الشبابية /أحمد ولد جدو


وصلت الساحة الموريتانية الى نقطة الغليان ومرحلة اللاعودة  وانقسم الطيف السياسي الى فسطاطين إما موالاة تتشبث بالنظام خوفا من التغيير الذي قد يقدم موريتانيا الى الافضل وتفضل العيش على فتات موائد الجنرال  وأحزاب تائهة مذعنة  غير مقتنعة تحاول تصديق كذبة أنها معارضة "محاورة "وهي مجرد صنف رديء من الموالاة  , أو معارضة  وحركات شبابية مناهضة تريد إسقاطه وإنقاذ البلاد منه قبل أن يأتي على الأخضر واليابس ويسحق العباد و نظل نندب حظنا .
وهذا الفسطاط الأخير –المعارضة - صوته هو الأعلى وذالك واضح من خلال الأنشطة التي يقوم بها المعسكرين فعندما تخرج المعارضة يستجيب الشارع لها حيث يحضر بكثافة وحماس  إلى أنشطتها  ,وحين تحاول الموالاة أن تجاريها  بأنشطة داعمة للجنرال يرفض الشعب المشاركة في مهازلها  ويقاطعها ويفضح طمعها  .
هذه الحالة مقدمة جيدة لصناعة  التغيير  الجاد في موريتانيا ,ولكن ينقصها مزيد من النضوج والوحدة والتنوع والتكامل  بين مكوناتها لتسقط النظام .ففي الساحة النضالية نشاهد الكثير من الحركات الشبابية الموريتانية  تتحرك  ضد النظام وتقوم بأنشطة معارضة لكن بدون تنسيق ولا ترتيب بينها.
فمنذ الخامس والعشرين من فبراير 2011  وشباب 25 فبراير يتظاهر ويحاول ان يحدث فرقا ...يحاول ان يرسخ ثقافة الاحتجاج في الشارع الموريتاني  وهو ماحققه  فعلا ,ومازال الى الآن مستمرا في نضاله بشقية "حركة 25 فبراير " و"ائتلاف شباب 25 فبراير" لم يكلوا ولم يملوا من مقارعة النظام وإزعاجه ما  استطاعوا لذالك سبيلا .
حيث جربوا كل أنواع النضال من وقفات  ومسيرات ونضال الكتروني محرج للنظام ووجهوا الضربة تلو الاخرى له .
كذالك دخلت  مؤخرا على الخط حركة الشباب الموريتاني "m.j.m" بقوة بأنشطة نوعية أربكت النظام وأزعجته وأضافت حماسة جديدة للنضال الشبابي في موريتانيا .
وتنشط بدورها "حركة لاتلمس جنسيتي " وتتظاهر منذ ما يقارب السنة ضد النظام ,ولها هي أيضا رصيد نضالي مهم وسجلت نقاط جيدة في مسيرة التغيير في موريتانيا .
كذالك خرج "تنظيم من أجل موريتانيا" من حالة الحياد التي كان فيها وأعلن معارضته للنظام القائم وأنه جاهز للعمل النضالي ضده وبكل وسائل وقواه .
ونظم بدورها ندوات وأصدر بيانات ودراسة ضد النظام وتخدم مسيرة التغيير في موريتانيا .
كذالك قد تحدث حركة الحر "إن نزلت بشبابها الى ساحة النضال ضد الجنرال فرقا وتكمل عقد الحركات الشبابية المناهضة للنظام .
كل هذه الحركات جربت أشكال النضال منفردة وساهمت في احداث حالة من الثورية في الساحة إلا أن إتحادها أفضل وأكثر فاعلية .

سيكون إضافة نوعية لمشوار التغيير في موريتانيا وسيكون أيضا داعما لأنشطة المعارضة التقليدية وحاميا للنضال الشبابي في موريتانيا .
فكلها له ما يميزه عن الأخر وبتكاملها ستكتمل عناصر معادلة التغيير في موريتانيا  .
فاتحادها سيخلق حراك شبابيا قويا يستقطب الاغلبية الصامتة من الشباب التي تفضل أن تشارك في حراك شبابي على أن تكون جزاءا من منسقية المعارضة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق