 |
| اعلان لقاء انواكشوط |
فقلت له:يبدو أن الجنرال صدق كذبة متملقيه أنه هو مفجر الربيع العربي.
ورد قائلا ترى من سيحضر من المدونين؟, فقلت له: أظنه أنه سيدعو المهرج المصري أحمد سبايدر صاحب صفحة "وائل غنيم عميل وبالدليل "الذي يقول أن الثورة المصرية مؤامرة أو البلطجي الذي يدير ويقدم برنامجا هزليا في قناة الفراعين توفيق عكاشة .
فمن غير المعقول أن يشارك أي مدون أو ناشط يحترم نفسه وثورته في مهزلة كهذه .
كيف يشارك مدون في ملتقى تحت رعاية جنرال انقلابي يقمع المظاهرات السلمية ويضيق على حرية التعبير؟, نظام قام قبل شهرين بمنع بعض النشطاء الموريتانيين من تنظيم لقاء في مدينة الزويرات سيجمعهم ببعض النشطاء العرب فقط لأن من بينهم معارضين له ولسياساته القمعية والأحادية فقط لكونهم يساهمون في كشف فساده .
نظام يهوى دعم الطغاة ...من غباغبو إلى القذافي وبشار... نظام يتلذذ باحتقار الشعوب .
كيف لمدون ساهم في تحرير شعبه واستنشق عبق الحرية و الانعتاق أن يتحول إلى مسحوق يضعه النظام لتجميل وجهه القبيح البشع ؟.
فرد علي صديقي قائلا :نظامنا يتفنن في الكذب وقد يقنع بعض المدونين أو حتى يوهمهم أن هذا اللقاء ليس من تنظيمه حتى يوقعهم في الفخ .
وفعلا كان صديقي على حق حيث أعلن أنه من بين الأسماء المشاركة المدونة التونسية والمرشحة لجائزة نوبل لينا بن مهني .
لكن والحمد لله كان مدونو موريتانيا وحركة 25 فبراير له بالمرصاد حيث قاموا بحملة الكترونية على مستوى عال من الحرفية والإتقان،ووجهوا رسالة مفتوحة إلى زملائهم العرب توضح لهم طبيعة النظام الموريتاني وطبيعة الملتقى تلك الحملة التي كانت فرصة لكشف جرم النظام وتعريته أمام الرأي العام العربي .
وفعلا جاءت بأكلها حيث أعلنت المدونة التونسية الشهيرة لينا بن مهني مقاطعتها للملتقى بعد قراءتها لرسالة المدونين الموريتانيين،وذلك في بيان كتبته على مدونتها حيث قالت :
" تبين لي أن الدعوة تتعلق بملتقى تنظمه السلطة الرسمية و يتمحور حول موضوع اتحاد مغاربي مسالم . كما بلغني أن السلطة الحاكمة حالت دون عقد ندوة حول تقنيات التواصل الاجتماعي دعت إليها هيئة قانونية ابتغت ربط الصلة بين النشطاء الموريتانيين و بين زملائهم العرب .و عليه فقد قرّر ت مقاطعة أعمال الملتقى الذي دعيت إليه لاعتبارات عدة أهمها عدم تعودي المشاركة في المناسبات و الأحداث الرسمية و ثباتي على الوقوف في صف الشباب و الشعوب."وكذالك شكرت المدونين الموريتانيين على صفحتها في "تويتر ".حيث قالت: شكر لكم لقد أنقذتموني من هذه المهزلة ".
وأعلن كذلك المدون البحريني حسين يوسف مقاطعته للمهرجان حيث كتب تدوينة على مدونته قال فيها :
"لن تسمع فيه عن المعذبين في سوريا والمظلومين في اليمن إلا بما يسمح به “جدول أعمال” يعبر عن أي شيء إلا عن الثورة على الظلم والطغيان. لن تسمع فيه عن الربيع العربي إلا شعرا يذكرك بأندلس جميلة غير قابلة للحياة. لن تسمع فيه كلمة “دولة مدنية” و”ديمقراطية” كحق أصيل للموريتانيين. مؤتمر لن نخرج منه حتى ببيان يذكرنا من نحن على غرار البيان الختامي للمدونين العرب في تونس.إذا، ماذا أفعل هناك؟ أطبل أم أبصم؟ لا تقل لي تعال وغير، أنا مقاطع غير وحيد لهذا المؤتمر، مقاطع برغبة أن ينتبه أصدقائي المدونون أننا تعاهدنا مرارا علي أن لا نلتحف إلا الحرية أو السماء وأن لا نرضى بمظلة تفرض لونها العسكري علينا.".
وصدق المدون البحريني بأنه ليس المقاطع الوحيد للملتقى لأن المدونين العرب ساهموا بشكل كبير في إفشال مهزلة الجنرال القبيحة التي يحاول من خلالها تجميل وجهه الشاحب .
والآن وبعد الحملة المميزة واللحمة القوية التي حدثت بين النشطاء العرب والموريتانيين أستطيع أن أقول لصديقي وبكل ثقة لن يحضر مهزلة الجنرال سوى أمثال أحمد سبايدر وتوفيق عكاشة فقنبلة النظام انفجرت في وجهه .
