ملتقى في حضن حكم عسكري يعني أن يتحول المدون من ناشط لاجئ في الفضاءات العامة، إلى كويتب مستوعب في القاعات الخاصة. صحفي مدجن آخر.
حضرت احتفالية الأمم المتحدة التي نظمها مكتبها الاعلامي في القاهرة اليومين الماضيين، كانت مائدة حوار “المدونين والمدافعين عن حقوق الانسان”، وحاولت التعبير في جلستها الاختتامية بكلمة واضحة: قيمتنا كمدونين ليست تلك الأسطر التي نسطرها على مدوناتنا أو على مواقع التواصل الاجتماعي، نحن المبادرات التي نطلقها أو نسعى إليها، نحن النبض الذي نعبر عنه. وإذا كانت الميديا هم من يتبنى اللقاء بنا، فدونه كويتبو الصحف ورؤساء تحريرهم المدجنون، وما أكثرهم. وهناك أعلنت مقاطعتي لملتقى نواكشوط.
المدون ناشط آخر، نافخ روح في موات الضمير ومحرك دافع للفاعلين الجدد. نعم، هم أنفسهم المشاغبون، المشاكسون، المخربون، ولعلهم الإرهابيون الذي تمتلئ بهم سجون السلطات ومخابئ مناطق سيطرتها.
لن تسمع في ملتقى نواكشوط من يتحدث عن النظام المصري بصفته شبح مبارك يتحرك في جسد العسكر. ولن تسمع فيه عن آل خليفة البحرين بصفتهم دائرة استبداد تحكم بالحديد والنار وفتات الارتزاق المشبوه. لن تسمع فيه عن الثورة المضادة و المال الخليجي العابر للقارات الموحد لجماعات التسلط الذيكتاتوري باسم الدين والقبيلة وأشياء أخرى.
لن تسمع فيه عن المعذبين في سوريا والمظلومين في اليمن إلا بما يسمح به “جدول أعمال” يعبر عن أي شيئ إلا عن الثورة على الظلم والطغيان. لن تسمع فيه عن الربيع العربي إلا شعرا يذكرك بأندلس جميلة غير قابلة للحياة. لن تسمع فيه كلمة “دولة مدنية” و”ديموقراطية” كحق أصيل للموريتانيين. مؤتمر لن نخرج منه حتى ببيان يذكرنا من نحن على غرار البيان الختامي للمدونين العرب في تونس.
إذا، ماذا أفعل هناك؟ أطبل أم أبصم؟ لا تقل لي تعال وغير، أنا مقاطع غير وحيد لهذا المؤتمر، مقاطع برغبة أن ينتبه أصدقائي المدونون أننا تعاهدنا مرارا علي أن لا نلتحف إلا الحرية أو السماء وأن لا نرضى بمظلة تفرض لونها العسكري علينا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق