خرج اليوم المئات من سكان مدينة "مقطع لحجار"في مسيرة راجلة تحت شعار
"يوم العطش الأكبر" و انطلقت المسيرة من شارع الطب (الجانب الشرقي من المدينة)
باتجاه قاعة الحاكم (الناحية الغربية من المدينة) (المسافة تقدر بـ 6 كلم) وسط التهاطلات
المطرية التي تشهدها المدينة من البارحة وقد حمل المحتجون لافتات مطالبة بالإسراع في
تنفيذ المشروع وأخرى مستهجنة لسياسة الوعود التي لا تتحقق ولم تغب عن الشعارات التلويحبالتصعيد.
وقد تسببت المسيرة في قطع الطريق لمدة ساعة زمانية
لم تسجل خلالها أية خسائر ولا تجاوزات حتى وصل السكان بمن فيهم النساء والأطفال إلى
قاعة الحاكم.
و هدد المشاركون في المسيرة بقطع طريق الأمل الذي
يربط شرق البلاد ووسطها بالعاصمة نواكشوط إذا لم تلبى مطالبهم خلال 48 ساعة
هذه الخروج ليس هو الأول فسكان المدينة دخلوا من أشهر في احتجاجات
متواصلة من اجل توفير الماء لهم .
ولمقطع لحجار قصة طويلة مع العطش والوعود
الزائفة من قبل النظام ، حيث أن مشكل تزويد سكان هذه المدينة الآهلة بالسكان و الواقعة
في مكان استراتيجي من طريق الأمل ظل يورق الأنظمة المتعاقبة و ظل مستعصيا على الحل.
و عندما ظن نظام الرئيس ولد الطايع أنه وجد له حلا بحفر آبار تخرج المياه الجوفية،
اتضح سريعا أن تلك المياه مالحة و أنها تتسبب في
داء" الغواتر" و أنها غير كافية أيضا مما اضطر إلى التفكير في استجلاب المياه
الصالحة للشرب من مناطق أخرى .
.وفي عهد الرئيس الموريتاني المنقلب عليه سيدي
ولد الشيخ عبد الله , تقدم بطلب لتمويله من الحكومة الاسبانية في يوليو 2008، أي بضعة
أيام قبل الانقلاب. و قد تعهد رئيس الحكومة آنذاك "خوزى لويس زاباتيرو" بذلك
و تم الإعلان رسميا عن قبول المشروع و نقلت وسائل الإعلام الرسمية الموريتانية ذلك
الإعلان.
و بعد الانقلاب، و لأن التزام الحكومة الاسبانية
كان للدولة و الشعب الموريتانيين فقد بادر الأسبان ، وفاء بتعهداتهم ، إلى تعبئة المبلغ
المخصص لتمويل المشروع و أبلغوا السلطات الموريتانية الجديدة بذلك و حرصوا ، آنذاك،
على إبلاغ الرئيس المطاح به عن طريق سفيرهم في نواكشوط .
إلا أن الجنرال الانقلابي محمد ولد عبد العزيز
الذي أطاح بحكم أول رئيس مدني منتحب لموريتانيا وفي خطوة غريبة ،لايبررها سوى النقمة
على الرئيس السابق، تجاهل العرض الاسباني .
وفي نوفمبر
2010 أعلن عن انطلاق المشروع "بتمويل
ذاتي من الدولة الموريتانية". و تم إسناد إنجاز المشروع في صفقة بالتراضي إلى
الهندسة العسكرية، ليتم بعد ذلك اكتشاف أن
المعدات و الآليات التي عبأها الجيش والمواصفات التقنية و الخبرات الفنية غير صالحة
لإنجاز العمل المطلوب و يتعثر الموضوع و يتبدد مع تعثره حلم ساكنة مقطع لحجار بنهاية
العطش الذي يلاحقهم.
الجنرال لم يتوقف، عند هذاالحد، بل إن الحكومة الموريتانية
تقدمت على لسان وزيرة الخارجية آنذاك" الناه بنت مكناس"، إلى نظيرتها الاسبانية
بطلب لتحويل المبلغ المخصص لمشروع تزويد مقطع لحجار بالمياه الصالحة للشرب على مشروع
آخر، مثيرة بذلك استغراب الدولة المانحة، لما تعرفه عن أهمية المشروع و إلحاحه بالنسبة
للسكان.
في ظل هذه الدوامة من الفساد يضيع سكان مدينة
مقطع لحجار ويهدد العطش حياتهم وبقائهم .
ومقطع لحجار ليست المدينة الوحيدة في موريتانيا التي تعاني من العطش ففي هذه الفترة تتعرض مدن موريتانية كثيرة للعطش مثل :
" مدينة "كيفة" عاصمة ولاية لعصابة
جنوب البلاد
مدينة "تجكجة" عاصمة ولاية تكانت وسط
البلاد
مدينة "كرو" مقاطعة بولاية لعصابة جنوب
البلاد
مدينة "مقطع لحجار" مقاطعة بولاية لبراكنة
وسط البلاد
مدينة"جيكني" مقاطعة بولاية الحوض الشرقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق