الأحد، 11 مارس 2012

ليلة مع نشطاء قافلة الأمل الراجلة عند الكلم 93 +(فيديو من القافلة)

 زرت مساء السبت 10/3/2012 نشطاء قافلة الأمل  الأخير الراجلة في مكان توقفهم عند الكلم 93 ,حيث قرروا  اخذ قسط من الراحة  بعد عشرة أيام من السير على الأقدام في أجواء متقلبة ومغبرة وباردة قبل الانطلاق مجددا في صباح الأحد 11/3/2012لاكمال مشوارهم نحو العاصمة نواكشوط والوقوف أمام القصر الرئاسي للاحتجاج على وضعيتهم المزرية .
وعند دخولي للكوخ الذي قرروا الاستقرار فيه استقبلتني سيدة أربعينية تدعى البارة يلقبها الشباب المشاركين  في القافلة بأم النشطاء ببشاشة منقطعة النظر وبكم هائل من عبارات الترحاب والكرم ,وكعادة الشعب الموريتاني بدأت تكرم وفادتي أنا وزملائي ,وعندما قام احد الشباب الذين كان معي يريد أن يساعدها في طبخة كانت تعدها للنشطاء صرخة فيه قائلة معاذ الله التعب لا يمكن أن يثني عن إكرام ضيفي أنت ضيف ويجب إكرامك .
وتحدثت لي عن تجربتها مع النظام والظلم الذي تعرضت له وقالت أنا قررت المشاركة في هذا الحج التغييري لأنني سئمت من الظلم واخترت هذا الطريق على الانتحار الذي أصبح شائعا في مجتمعنا بسبب الظلم ,اخترت هذا الطريق لكي أقدم نموذجا نضاليا للشعب الموريتاني ,وأتمنى أن يأتي اليوم الذي يزحف فيه كل مواطني الداخل في مسيرات نحو القصر للمطالبة بحقوقهم فالحقوق تنتزع ,وأنا واثقة من ذالك" فبالجماهير تكن المعجزات  ومن الظلم تولد الحريات ".
ومن ناحيته حدثني الناشط في  حركة25 فبراير احمد سالم ولد أسويد احمد عن بداية انطلاقة المسيرة التي كانت جد محبطة حيث أنهم توقعوا أن يقوم سكان مدينة"أ نواذيبو" بتوديعهم ,لكنهم تفاجئوا بان لا احد صدق ما ينوون القيام به فكانوا  مجرد أربعة أشخاص وهو الأمر الذي تسبب لهم في قدر من الإحباط ,لكن انضمام رجلين وسيدين  قادمتين من العشوائيات أصرتا على المشاركة رغم رفض النشطاء للفكرة خوفا عليهما من طول المسافة وخطر السير ,إلا أنهم أصرتا ولحقتا بهم .لهم لاحقا كان دافعا جديدا أعاد لهم حماسهم .
وقال لي أيضا كل ما أتمناه أن نكون أعدنا الأمل للشعب الموريتاني وان يستقبلنا سكان العاصمة نواكشوط بحفاوة عن مدخل المدينة .
هذه الليلة التي قضيت جزء منها مع نشطاء "قافلة الأمل الأخير" أكدت لي أن ة الثورة في موريتانيا قريبة ,فالشعب وصل إلى نقطة الغليان فالظلم وحده يخرج هذه الطاقة من البشر, ووحده الذي يدفع الناس لقطع أكثر من 400كلم سيرا على الأقدام من اجل الاحتجاج.
أحمد ولد جدو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق